كل الذين ذكرهم عماد الطرابلسي في جلسة الاستماع التاريخية التي شاهدناها وسمعناها في القناة الوطنية وكل الذين نسب اليهم ما قال انه صدر عنهم من الاقوال والافعال غير القانونية وغير الأخلاقية في تلك الليلة الاستثنائية كذبوه وسفهوه في كل قول وفي كل شهادة وفي كل الاحوال وفي كل ثنية ولما كنا قد سمعنا مثلهم ماقال عماد وما يقول فاننا نقول بعد ما شغلنا ما وهبنا الله من العقول اننا لا نعتقد ولا نصدق ان ما قاله فيهم وما نسبه اليهم هو من باب محض الادعاء ومحض الافتراء بل لاشك ان لم يكن ما قاله وما شهد به هو الصدق كله فان فيه كثيرا من الصدق وكثيرا من الحق وكثيرا من الثبوت. اذ من المعلوم الثابت الراسخ لدى جميع التونسيين ان الفساد بجميع انواعه قد عم واستشرى في البلاد في فترة بن علي بالطول والعرض في كل المجالات وفي كل الميادين ويصدق في ذلك قول العوام(الي ما شطح هز كمامو) ثم انه لا يعقل لدى العقلاء ان عماد الطرابلسي قد قام بما قام وفعل ما فعل وغنم ما غنم وربح ما ربح وحده دون استعانته باعوان من الأحباب ومن الأصدقاء من طبقة حراس الأبواب الى طبقة كبار الوزراء برغبة منهم من باب التقرب اليه او الطمع فيه او برغبة منه ليقضي بهم حاجات تخصه وتعنيه.. ثم ان كثيرا مما قاله عماد قد تحدث عنه في عهد بن علي الكثير من التونسيين سرا وجهرا في المقاهي وفي المكاتب وفي الطرقات وفي الحوانيت وفي الدكاكين، ثم ان عماد الطرابلسي والحق يقال كان يتكلم في تلك الليلة بلهجة الواثق المتأكد مما يقول وهو في تمام الراحة والرصانة ولم نلاحظ عليه اي نوع من الارتباك اومن الذهول ولا هم يحزنون وكان يسعى في كل ذلك الى التحليل والتفصيل واقامة الحجة وايراد الدليل.. فهل يمكن لعاقل بعد ذلك ان يتهمه بالكذب والبهتان والتحريف والزيادة والنقصان والتخريف؟ ولعل احسن قول نختم به هذا المقال هو ذكر ذلك المثل التونسي الذي يمكن ان يقوله كل عاقل فطن نبيه في الرد على من يتهم غيره بالكذب والتمويه(الي عينيه فيه ما توريه) ونحن والحمد لله متعنا الله بالعيون التي نستطيع ان نميز بها بين من هم صادقون وبين من يدعون الصدق والله اعلم بما يخفون وما ينوون ولله في خلقه شؤون