تراجع العديد من الملاحظين والمتابعين للشأن التونسي الراهن عن قناعاتهم الأولى وانطلقوا يراجعون مواقفهم مما حدث ويحدث في بلادنا بعد أن طالت مرحلة التذبذب والإرتباك والفوضى وتواصل تدهور الأوضاع في المجالات الحيوية والإستراتيجية الإقتصادية والإجتماعية والسياسية بالخصوص، وتقاعس المسؤولين في الدولة ومؤسساتها، والموظفين في القطاعات العمومية والخاصة ،عن أداء مهامهم وعم التسيب، وازدادت مخاطر الإرهاب الذي يقترفه تونسيون في الخارج. كان الإعتقاد بأن الحراك الشعبي الذي أطاح بالنظام السابق وأطلق عليه الغربيون إسم "ثورة الياسمين" سيغذي الرغبة في التحرر والإنعتاق والتحليق خارج القيود والمحرمات المفروضة بالقوة على الشعب ويدفع إلى القطع النهائي مع العسف والإستبداد والقمع ومصادرة العقول ،ويبث في الناس رغبة جامحة في العمل والإنتاج والبناء، لكن يبدو أن هذا الإقتناع لم يعد جائزا وظهر جليا أن العديد من المسؤولين الكبار والصغار على حد سواء والكثير من الموظفين والعملة ،إنتهجوا مسالك مضرة بالعباد ومسيئة للبلاد و0ستقرارها ومدمرة لصورتها وسمعتها.