تبدو الساحة السياسية هذه الأيام وكأنها غرقت تماما في متاهات الفوضى والإنفلات والتجذيف العشوائي، فعدد الأحزاب فاق العشرة بعد المائتين، تحول بعضها ويعد على أصابع اليد الواحدة إلى ساحات مفتوحة على كل أنواع الإنشقاقات والإستقالات والتفكك والتجاذبات والصدامات والصراعات أما البقية فقد أصبحت "دكاكين" أغلبها مغلقة ومهجورة هذه الحالة التي تتعارض جملة وتفصيلا مع طبيعة الممارسة الديمقراطية السليمة وشروطها و0لتزاماتها، إنعكست ، سلبا، على وضع هياكل ومؤسسات الدولة كالحكومة ومجلس نواب الشعب وبقية المؤسسات الدستورية والتنظيمية جتى وصل الأمر إلى درجة التراشق بتهم الفساد بين وزراء ورؤساء أحزاب ينتمون إلى حكومة "الوحدة الوطنية" التي إتخذت على عاتقها مهمة محاربة الفساد ( هكذا) !!!ومع ذلك مازال البعض يتباهى بأننا دولة ديمقراطية وكأن هذه الديمقراطية تختزل في كم هائل من الأحزاب والحركات والتيارات، وفي انتخابات تكتل فيها الذين لا يعلمون ضد الذين يعلمون ، وصندوق عكست نتائجه الإفلاس السياسي الذي تعاني منه البلاد ، في حين أن الديمقراطية هي ثقافة وسلوك و0رتقاء مدني.