يتناول عرض "فن تونس" الذي سيفتتح الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي، خصوصيات المسارات الموسيقية التونسية وتقاطعها مع الأدب والصور الشعرية المختلفة وبعض الفنون الحية الأخرى مثل الرقص، وذلك على امتداد ستين سنة، تاريخ تأسيس الجمهورية الأولى (1957)، حسب ما ذكره صباح اليوم الجمعة، الموسيقي وقائد الأوركسترا والكورال الفيلارموني لتونس، شادي القرفي، خلال ندوة صحفية التأمت بتونس العاصمة لتقديم هذا العمل. وأوضح أن "فن تونس" لا يعد استعراضا لمجموعة من الأغنيات ولا يرمي إلى استحضار بعض العلامات المضيئة في الأغنية التونسية، بقدر ما يروم التوثيق لمنجز رواد الفن التونسي خلال مسار كامل دون تجزئة أو انتقاء، ومن بينهم محمد التريكي والشاذلي أنور ورضا القلعي ومحمد رضا وعلي شلغم والصادق ثريا وصالح المهدي وقدور الصرارفي وصولا إلى جيل الثمانينات على غرار عبد الكريم صحابو. ويشارك في هذا العرض مجموعة من الفنانين الذين تميزوا في أداء الأغاني التونسية ورسخت أصواتهم في الذاكرة الشعبية وهم قاسم كافي وسلاف ونور الدين الباجي ومحمد الجبالي وعدنان الشواشي ورشيد الماجري، وأسماء بن أحمد ومنجية الصفاقسي ونور قمر، ليمثلوا مختلف أجيال الأغنية التونسية. وأكد شادي القرفي، أن "كل الألوان ستكون حاضرة في هذا العرض الفرجوي الذي يتزامن مع الاحتفال بمرور ستين سنة على تأسيس الجمهورية التونسية"، مضيفا أن الموسيقى ستقدم في شكل "بوليفوني" يراوح بين الكتابة الاركسترالية والآلات العربية والتقليدية ويمزج الغناء العربي بالأوبرالي في توزيع عصري وبقراءة موسيقية تعتمد على مقدمات وفواصل جديدة، معلنا أن الكوريغرافي، رشدي بلقاسمي سيؤثث فقرة الرقص المستوحى من لوحات حمادي اللغبابي الذي أثر في المسار الفني التونسي. عرض "فن تونس" من إعداد وتصور وتوزيع اركسترالي وقيادة شادي القرفي ومن إخراج حاتم دربال. وعهد بالإشراف على الكورال "البوليفوني"، أندريا صدام، فيما تولى التنسيق الموسيقي، هشام بن عمر واهتم بالإضاءة صبري العتروس. وتؤمن هذا العرض فرقة الاركسترا والكورال الفيلارموني لتونس التي أسسها شادي القرفي سنة 2013 التي تضم مجموعة من أساتذة الاختصاص الموسيقي وعازفين تونسيين متميزين وناشطين في عدد من فرق الاركسترا العالمية بأوروبا.
