أثر المناخ العام، الذي تشوبه بعض المواقف الرجعية، على الساحة السياسية فتقلص دور المرأة في المواقع القيادية داخل الأحزاب فعبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر هي حاليا المرأة الوحيدة التي تقود حزبا سياسيا من بين أكثر من مائتي حزب في بلد تحررت فيه المرأة منذ ستة عقود كاملة ، كما تعمدت الحكومات السبع التي تشكلت بعد الرابع عشر من جانفي إقصاء المرأة والإكتفاء بتمكينها من بعض الحقائب الوزارية في مجالات إجتماعية تقليدية كالطفولة والأسرة والصحة وشؤون المرأة. وفي ظل تواصل سياسة التهميش والإقصاء التي تتعرض لها تعتزم المنظمات النسائية دخول مرحلة الصراع المباشر مع القوى الذكورية المهيمنة على الساحة السياسية والمحتكرة للمناصب القيادية، وهي تطالب بالقطع نهائيا مع السياسات المتبعة إلى حد الآن وتمكين المرأة من مكانة سياسية ومواقع وزارية في حجم ما حققته من تقدم في جميع المجالات دون إستثناء، مذكرة في هذا السياق بنضالات المرأة التونسية ضد التخلف والرجعية وظلم وعسف العادات والتقاليد الغارقة في ظلمات الماضي السحيق.