مثلما قلت في مقالي على (الصريح أون لاين) تحت عنوان "حتى يستقيم الظل في الحركات السياسيّة" بخصوص زيارة رئيس حركة النهضة "راشد الغنوشي" الى تركيا وقد جاء في نهاية هذا المقال دعوة لحركة النهضة الى توضيح موقفها من "القضايا الكبرى كقضايا الفساد والارهاب والتشغيل... ولا سيما هذه العلاقات المشبوهة مع بعض الانظمة الاسلامية التي لا يرتاح لها كل ديمقراطي أصيل يفصل خصوصا بين العقيدة والعمل السياسي"... فإنني اليوم أجدد هذه الدعوة بعد سماعي لراشد الغنوشي في الايام الاخيرة بمناسبة الحوار حول العنف ضد المرأة: إنه "يندد كل التنديد بالعنف ضد المرأة ويقف ضد زواج البنت القاصر مع مغتصبها بل وجب إحالته على العدالة لينال العقاب الملائم عوض الاكتفاء بالزواج ممن اغتصبها لوضع حد لهذه القضية". وأنا هنا أريد أن استمع للأستاذ الغنوشي يشرح لنا ما جاء في الآية التي وردت في سورة النساء: "واللاتي تخافون نشوزهنّ فعظوهنّ واهجروهن في المضاجع واضربوهنّ..." وكيف الموافقة في ما جاء في هذه الاية الكريمة وما صرّح به راشد الغنوشي أخيرا؟ فإذا أمكن للسيد الغنوشي أن يجتهد في هذا المقام فلماذا لا يجتهد أيضا في موضوع الميراث حيث للرجل مثل حظ الاثيين وغيرها كثير في الاحكام الشرعية مثال قضايا المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة. المشكل هنا أن تكون مواقف النهضة متناسقة إما مع التشريع أو مع الاحكام الوضعية بصفة تخرجنا عن المواقف العامة التي لا نستشف منها مواقف واضحة وجلية تجعلنا نقيّم مواقف النهضة بصفة واضحة حتى لا نهيم في أودية وسحب بخصوص مواقفنا منها وفصلها في النهاية بين العقيدة والعمل السياسي المتداول بيننا.