ما تمّ يوم أمس بمدينة "برشلونة" الاسبانية والذي ذهب ضحيته مبدئيّا 13 شخصا وأكثر من مائتي جريح بمن فيهم 10 جرحى في حالة خطيرة من 16 جنسية بينهم 26 فرنسي يؤكد الطريقة الجديدة في أعمال "داعش" الارهابية والتي ستأخذ في مستقبل الايام طرق مستنبطة جديدة لتأكيد حضورها مثلما فعلت في مدينة "نيس" و"باريس" في "فرنسا" وفي "برلين الألمانية" أو في "استوكهولم" في السويد أو في غيرها من المدن في العالم وهي أحداث متتالية تعني فيما تعني اتجاه أنصار "داعش" أنها لم تزل حيّة وأنها الآن تشتغل بصفة أوليّة في أوروبا وذلك ما جعل "داعش" تتبنى مباشرة العملية وهو ما يُعتبر نداء لأنصارها. كل هذه الاحداث الاجرامية الدامية تأتي رغم ما تمّ عندنا أو خارج بلادنا كأوروبا من إيقافات والقبض على أعداد متزايدة ممن كانوا يعدّون لهجمات إرهابيّة تدعونا جميعا لمزيد التعاون في المجال وتبادل المعلومات وتصعيد الحذر واليقظة من أعمال اجرامية مماثلة. فهذه الجماعات لا تتحرك لأسباب نفسية واختلاليّة بل لأسباب عقائديّة وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار. كما تؤكد عمليات مثلما وقع بالأمس ب"برشلونة" تطلب تخطيطا وإعدادا وتدريبا وإنجازا... معنى هذا يجعلنا نقول مجددا ونمضي، أنه علينا اليقظة ومزيد اليقظة لا من طرف رجال الامن والجيش فقط بل من كافة أبناء تونس المؤمنين بها والعاملين أو على الاقل المقتنعين بتونس الحرية وتونس التقدمية وتونس الموحّدة وتونس النيّرة بعيدا عن كهوف الظلام والتخلف والردّة. فحربنا ضد الارهاب ليس حربا وطنية أو جهوية بل إنها حرب دولية على المستوى العقائدي أساسا ولكن على المستوى الاستعلاماتي وعلى مستوى التعاون وعلى مستوى المجابهة.