أمام كلّ ما حصل بمجلس نواب الشعب في جلسة مناقشة مشروع القانون المتعلق بالمصالحة اقترح إعادة النّظر في تسمية مجلسنا الموقر ونطلق عليه أي اسم آخر إلاّ "مجلس نواب الشعب" لأنّ ما حدث خلال الجلسة المشار اليها سابقا من قبل النّواب لا يليق أن يحمل هذا المجلس لتلك التسمية. فالشعب الذي ضحّى بالغالي والنفيس ومازال يضحي ويتكبد ويتحمّل الأوزار من فقر وتهميش وخصاصة من أجل أن انتخاب مجلس يمثله بالفعل ويدير شؤون البلاد والعباد ويكون سلطة رقابة بأتّم معنى الكلمة نجده للأسف "يشطح على طار بو فلس" ولا علاقة له بالنّقاش الرصين والعميق والمتّزن والموضوعي مهما كان مشروع القانون المطروح على التداول والنقاش. لقد كان الكلّ " يعوي" في تلك الجلسة – التي كانت بالفعل هي استثنائية بكل المقاييس – والكلّ يصيح والكلّ فقد صوابه والكلّ تقطعت حباله والكلّ يغّني على ليلاه و الكلّ ينشد مصالحه في مشروع القانون المقدم للنّقاش وبصراحة كثرة النباح والصياح والرفس والعفس والغوغائية وصاحب السلطة الأصلي أي الشعب يتفرّج على هذه المهازل وما أكثرها بعد "الثورة المباركة" .. إضافة على دوره التشريعي فالمجلس يجب أن يكون صوت الشعب وممثله في رحاب البرلمان ويدافع عن مصالح هذا الشعب الذي أعطاه الثقة وانتخبه ولكن ما رصدناه هو دفاع عن مصالح خاصة و"لوبيات" معيّنة بعيدا عن النقاش الرصين المتعقّل الذي يفيد من يتابعه من الناخبين حتى يفهم النّاخب ماهية هذا المشروع أبعاده الاقتصادية والسياسية و الاجتماعية وتأثيره على تصفية المناخ العام بالبلاد وبالتالي يتفهم الحماسة الزائدة للنواب. نعم الكل يتفهّم حساسية موقف النواب ومن ورائهم أحزابهم من قانون المصالحة هذا ولكن أن يصبح المجلس عبارة عن حلبة صراع ثيران هائجة فهذا ما لا يقبله الناخبون والشعب عموما لأنّ النواب اعتبرهم شخصيا من النخبة وإن كانوا هم على تلك الشاكلة من النقاش و على تلك الحالة من الهيجان وعلى تلك الصورة فقد قدّموا للأسف رسائل سلبية جدّا لشعب تراكمت انتظاراته ونفد على ما يبدو صبره من مثل هذه المهازل في المجال السياسي .. في كلمة وأمام كلّ ما حصل في تلك الجسلة الاستثنائية بامتياز ليس أمامي إلاّ أن استحضر ذلك المثل العامي الذي يقول " وسلملي على بو سعدية" لماذا هذا المثل بالذات فتلك حكاية أخرى ربما سأتناولها في ورقة أخرى..