شهدت جربة منذ أيام قليلة فعاليات فنية تشكيلية وثقافية ضمن عنوان وفكرة "حرفي...فنان"..وهكذا عاد المهرجان بعد دورة أولى تأسيسية كانت قبل 12 سنة... ذات صيف من سنة 2005 مثلت جزيرة الأحلام بتلويناتها تجاه فتية الحرف والفنون حيث المجال الذي صار قوس قزح على المكان..جربة..فنانون وحرفيون وتشكيليون من تونس وليبيا والعراق وألمانيا ومن جهات أخرى جاؤوا يغمرهم نشيد اللون والنحت والخزف فكانت جربة فاتحة أحضانها بكثير من الحلم والشوق والترحاب وانطلقت لأيام لعبة الفن الجميلة في الساحات والشوارع والأمكنة المختلفة ويذكر الفنان الطيب زيود هذه الأيام التي كانت فسحة للابداع الفني وابراز وتطوير مهارات الحرفيين وتعرف الضيوف من تونس وخارجها على حيز من تقاليد أهل الجزيرة وعاداتهم وخصوصياتهم في اللباس والمأكل والمناسبات وكانت أياما مفتوحة على الابداع والامتاع من ذلك اللقاء برأس الرمل والمنحوتات بساحة حومة السوق والمعرض الفني للأعنال المنجزة خلال تلك الدورة التأسيسية التي عانق فيها فتية جربة الفنان الطيب زيود والدكتور بن حمودة والأديب المنوبي زيود تلك الأحلام التي ترفع جربة الى مراتب المدن الطافحة بالابداع والفنون قولا بثراء تاريخها وغنائها الثقافي. مرت سنوات وكان لابد من الامكانات والدعم لمواصلة الحلم والعمل على التأسيس الذي يمنح الدأب والمواصلة والحفاظ على مكسب الفكرة والمشروع والبرنامج..الآن تبلورت الفكرة وتحمس الجميع وكبر البرنامج ليكون هناك هذا الملتقى الذي عزم أصحابه على الافادة من 12 سنة مراكمة وتفكير، فكانت الفعالية معززة وقوية ضمن مسيرة البدايات لأنشطة مهمة وكبرى هي "ملتقى حرفي فنان" بجزيرة الأحلام جربة. ثلة من فناني وحرفيي جربة ونشطاء في المجال الثقافي وذلك بقاعة و بالمركز القطاعي للتكوين في الطاقة بجربة وتحت إشراف مركز التكوين في الحرف التقليدية لإحياء الملتقى الذي تم بجزيرة جربة سنة 2005 تحت إشراف وتمويل الوكالة التونسية للتكوين المهني. وهذه المرة كان الدعم والاشراف للملتقى من قبل الوكالة التونسية للتكوين المهني وادارة التكوين والتشغيل بها ووزارة الشؤون الثقافية ووزارة السياحة والصناعات التقليدية. هذه العودة تحمس لها الكثيرون وكانت الاجتماعات المتكررة للفنانين والحرفيين والمثقفين والمبدعين "الجرابة" ومن مدنين والمدن المجاورة وغيرها ...دافعا مهما بمثابة الحرص على التنظيم والنجاح وكل ذلك للتفاعل بين الحرفيين والفنانين لتطوير خبرات ومهارات الحرفيين ضمن عمل ميداني في الورشات والساحات العمومية والشوارع والشواطئ ..وكان هناك جانب ترفيهي وسياحي وتنشيطي وثقافي الى جانب البعد الفني والحرفي والتكويني ..والملتقى اختتمه السيد خالد بن يحيى الرئيس المدير العام للوكالة التونسية للتكوين المهني التي تسعى لابراز دورها وجهودها في مجال الصناعات التقليدية والاحاطة بالحرفيين والفنانين والطبقة المثقفة لتلاقح الأفكار والتجارب ولأجل المنتوج الأصيل أمام المنتوجات الوافدة من خارج بلادنا وبالسوق الموازية التي لا تحمل ابداعنا وفننا وهويتنا وهي بلا روح فالتكوين ينتج الكفاءة بالنسبة لليد العاملة في الصناعات التقليدية والمهارات الحرفية، فالوكالة التونسية للتكوين المهني مع وزارة الثقافة ووزارة السياحة والصناعات التقليدية ثلاثي ممتاز لهذا المجال الفني للملتقى وكذلك هو مناسبة ضمن برنامج وزارة الثقافة "مدن الفنون". النشاط الفني والثقافي والشعري تم بالقرية الحرفية وبالساحات ومتحف قلالة والشوارع وسيدي جمور وكذلك أجيم وهناك الورشات كما شاركت مدينة ميدون ضمن ساحة الفنون وحضور دار الثقافة بادارة كمال بن تغزايت والفنان المسرحي الكبير زهير بن تردايت والأديب الجربي منوبي زيود وعدد من مثقفي المكان ونشطت مجموعة "الحضارات" في التنظيم والدعاية للمهرجان.. وكانت هناك المعارض والفضاءات المعدة للنحت والأطفال والرسامين .. سهرة فنية على شرف الضيوف والمشاركين بالقرية الحرفية وتركيز الورشات بفضاء "اكتشف جربة مدينة التماسيح" والندوة الفكرية "التكوين المهني في الصناعات التقليدية وجدلية الفن والحرف" فكانت مداخلات الأساتذة الناصر بالشيخ وعمر كريم وسامي بن عامر وعبد المجيد البكري وحسين الطبجي وجمال الرياحي والمنوبي زيود بمثابة الأفكار المحيلة على الحوار والنقاش الثري الذي شارك فيه عدد مهم من الحرفيين بالخصوص. وتمت الورشات بالساحات بجربة وبساحة فرحات حشاد بطحاء بن يدر وفندق بن غربال وفندق الجمني وسوق السمك وتنشيط ساحة زيتونة العظام والمعصرة التقليدية بميدون ..والرحلة البحرية الى رأس الرمل وتركيز الورشات الحية بها وتكريم الفنانين والحرفيين والأطراف الداعمة والمساهمة في الملتقى وذلك بالقرية الحرفية والمعرض الفني بمسرح الهواء الطلق بحومة السوق جربة ومن ناحية أخرى وضمن تلاقح الفنون والابداعات واستذكار مبدعي جربة كانت هناك أمسية أدبية حول تجربة أحد شعراء الجزيرة وهو الراحل نورالدين فارس الذي قدمه الشاعر سمير العبدلي ضمن تنشيط الأديب المنوبي زيود مع المسامرة الشعرية بمشاركة الشعراء جمال قصودة وسمير العبدلي وشمس الدين العوني وهندة محمد والهادي عرجون...وغيرهم من شعراء الجزيرة..هذه جربة تقصدت أياما من حكاياتها و ابداعها و فنونها و حرفها وأهلها الطيبين في صيف تونسي يدفع بالأجسام الى البحر ولا غناء للطفل هناك غير البحر وسيرته الزرقاء قولا بالعذوبة.. ...والفن هنا هوالحوار والتناغم والاستفادة تجاه المسافة الملونة والأنيقة بين الحرفي والفنان هناك حيث الحلم...الجزيرة..المكان والمكانة.