بلغ الإستهتار والتسيب في البلاد مداه الكارثي ففي كل يوم تنزل علينا الفواجع والمصائب بسبب تقاعس المسؤولين وإخلال الموظفين والعملة بالمهام الموكولة إليهم وقد شهدت الليلة الفصلة بين يومي الإربعاء والخميس كارثة ذهب ضحيتها العديد من المواطنين الأبرياء القاطنين بعمارة متداعية في منطقة التروكاديرو بمدينة سوسة بسبب تقصير فاضح من بعض المسؤولين الجهويين تساءل سكان المدينة وعموم المواطنين باستغراب شديد كيف للوالي الذي تفقد كامل أرجاء المدينة وأمر بتنظيفها لاستقبال رئيس الجمهورية أن لا يتفطن لوجود عمارة متداعية ومهددة بحضائر أشغال بناء عمارات جديدة بجانبه؟ وكيف مكن رئيس النيابة الخصوصية أحد المقاولين من رخصة بناء عمارة بجانب أخرى متداعية وآيلة للسقوط ؟ وكيف وافق مهندس البلدية وممثل وزارة التجهير وبقية أعضاء اللجنة على ذلك؟ لا بد من الإعتراف والحالة تلك بأن ظاهرة التسيب وعدم الشعور بالمسؤولية وغياب الضمير المهني والإهمال والتقاعس في القيام بالواجبات وانعدام الرقابة في البلاد أصبحت شبه عامة دون رادع مهما كان مأتاه.