(حليّ الباي) قضية تطرحها وسائل الاعلام تارة وتسكت عنها تارة أخرى. ومنذ يومين طرحت القضية فضائية «الحوار التونسي» ودعت للحوار حفيدة الباي محمد الأمين وزوجها. كان السؤال المطروح في البرنامج هو (ما لم يقل للزميل حمزة البلّومي): «أين هي جواهر وحلي الباي وعائلته وقد ترك الكثير في قصره عند عزله وإخراجه منه وهي تقدّر بالمليارات؟). وكان المتهم المظنون فيه أكثر من غيره الذي استولى على هذه الثروة من الجواهر والحليّ هي مطلّقة الرئيس بورڤيبة وسيلة بن عمّار. ومن الظنون أيضا أن هذه الجواهر الكريمة جمعت في اثني عشر صندوقا مخبّأة في البنك المركزي أو مؤسسة أملاك الدولة ولكنها تمنع وترفض أن تفتح وتسلّط عليها أضواء آلات التصوير. تابعت هذه الحلقة وتعجبت واستغربت من عدم اشارة حفيدة الباي وزوجها ومنشّط البرنامج حمزة البلومي الى شريط وثائق تلفزي تونسي قدّمته الفضائية الأولى منذ سنوات. هذا الشريط شاهدته وفيه رأيت بعيني من الحلي قلائد وأساور منها سوار عريض مرصّع بالألماس فهل غاب هذا الشريط عن عيني حفيدة الباي؟ أين هذا الشريط الوثيقة؟ هل مازال في خزانة التلفزة الوطنية؟ أسألوهم. وأذكر أنه في هذا الشريط راجت اشاعة تقول: إن أيدي اللصوصية ذات المسؤولية اهتدت الى تلك الجواهر وأخذتها. وللتاريخ أقول: إني كتبت منذ سنوات بعيدة مقالا تعرّضت فيه الى حليّ وجواهر الباي كما ركّزت في القول عن الهدايا التي كانت تقدّم للرئيس الحبيب بورڤيبة في زياراته للمدن التونسية. لقد كانت هذه الهدايا تقدّم له بعنوان مفتاح المدينة، وكانت من الذهب الخالص، كما كانت تهدى له شجرة زيتون أو نخلة أو سنابل وكلّها صاغها الصائغون من الذهب. وأذكر على سبيل المثال أن الصائغ الفنان الحاج المختار الفخفاخ الصفاقسي رحمه الله صاغ شجرة زيتون من الذهب أهدتها صفاقس لبورڤيبة عند زيارته الأولى كرئيس الى صفاقس. هذه الهدايا وإن قُدّمت لبورڤيبة إلا أن القانون يقول: تبقى في قصر الرئاسة ملكا للشعب وليست ملكا للرئيس يأخذها معه إن عُزل أو انتهت مدة رئاسته عن هذه الهدايا والمفاتيح كتبت مقالا سألت فيه عنها ولكن لأسباب رفضت إدارة الجريدة نشرها، لذلك أغتنم فرصة الحديث عن مفاتيح بورڤيبة لأعود أكتب وأسأل عنها، فهل مازالت باقية في قصر قرطاج أم أضيفت الى متحف بورڤيبة في المنستير؟ أم امتدت اليها يد ليلى بن علي وجماعتها في عهد الرئيس السابق؟ مع التحية للزميل الاعلامي حمزة البلّومي أسأله: هل يقبل أن يطرح هذه القضية التاريخية المالية في برنامجه (ما لم يقل)؟ أسأل وأحب أن أفهم.
