أولا: مبروك لعائلة الطفل منتصر على عودته سالما من عملية الاختطاف التي شغلت الناس في تونس وكانت محل تعاليقهم ومتابعتهم وتساؤلاتهم لأسابيع طويلة.. وهنيئا لعائلة منتصر.. فمن المؤكد أنها تحمّلت ما لا تتحمله الجبال فليس من السهل أن يفقد الإنسان فلذة كبده ولا يفقد صوابه.. ولا يخرج (من عقله).. ولكن الحمد لله فلقد انتهى الموضوع نهاية سعيدة وعاد الطفل الى أهله.. هذه واحدة.. أما الثانية فهي حول عملية الاختطاف نفسها فهذه عملية ليست عادية ولم نألفها وقد تكون فريدة من نوعها في تونس.. نحن نعرف أن عمليات الاختطاف تكاد تكون يومية في أمريكا وفي أوروبا.. أما في بلادنا فإننا لا نعرف هذا النوع من الجرائم.. وقد يقول قائل: طالما أنها عمليات معتادة في الغرب فلماذا لا نعتبر نحن كذلك المسألة عادية.. و(طاح في البير وطلعوه).. وننسى الموضوع ونقلب الصفحة ونترك الطفل منتصر يواصل حياته العادية.. ولكن قائل هذا القول ينسي أمرا مهمّا وهو أن تونس لا تنتمي الى الغرب.. ولا تريد أن تصبح مثل الغرب في مجال جرائم الاختطاف.. والاغتصاب.. والقتل.. والمخدرات.. نعم.. تونس تريد أن ترتقي إلى مستواه في العلوم.. والمعارف.. والاختراعات.. والتفوّق الحضاري.. أما في مسائل العنف والجريمة فلا.. وألف لا.. نحن مجتمع يحرص على الأمن والطمأنينة والتعايش السلمي والعلاقات الطيبة بين أفراد مجتمعه والتكافل والتضامن والتعاون.. إننا نريد مجتمع قيم.. وأخلاق.. وتكافؤ.. لا مجتمع «حوت ياكل حوت».. ومجتمع «تفليڤ».. وتهريس.. و(كولني وناكلك).. ولذلك كله أثارت عملية اختطاف منتصر استغراب التوانسة جميعا واستنكروها وأدانوها وظلوا يتابعون تطوراتها باهتمام.. وربما بشيء من القلق والخوف.. إننا لم نكن نعرف هذا النوع من الجرائم.. ونتمنى أن نبقى دائما هكذا لا نعرفه.. وأن تبقى عملية اختطاف منتصر عملية شاذة.. وعابرة.. ولا تتكرر أبدا.. وأن يحفظ الله مجتمعنا من كل الآفات والانحرافات والأمراض الاجتماعية التي تنخر المجتمعات الغربية كالسوس وتهدد حضارتها ومستقبلها وتقض مضاجع أفرادها.. عندما زرت أمريكا وتنقلت بين العديد من ولاياتها كنت في كل فندق أنزل فيه أجد لافتة في الغرفة التي سأنام فيها تذكرني بأنه عليّ أن أحكم إغلاق باب الغرفة من الداخل وأن لا أفتح الباب إلا بعد أن أتأكد من هوية الطارق.. هذه اللافتة وحدها كافية لتعطيك فكرة عن الرعب المنتشر في أمريكا.. مرحبا بالتقدم.. ولكن ليس على حساب الأمن والأمان والاستقرار.. مرحبا بالحضارة.. ولكن لا نريد حضارة المسدس.. والقنبلة.. و«الكلاشينكوف».. عناوين هذه بعض العناوين التي استوقفتني وأنا أتصفح الجرائد صباح أمس: زيدان قبض 15مليون دولار لدعم فوز قطر بمونديال 2022. (جريدة أسترالية) البنتاغون : حزب الله يملك 50 ألف صاروخ وقذيفة (جريدة أمريكية) تعويض مصوّر 30 ألف دولار من الشرطة البريطانية لكسر سنته (جريدة بريطانية) اسرائيل مضطرة للاعتذار لتركيا (جريدة اسرائيلية) زفاف الأمير وليام يرفع اسعار فنادق لندن ٪200 (جريدة بريطانية) الجامعة العربية تطلق شبكة عربية للبحث العلمي والتعليم اليوم (جريدة مصرية) الى «الأمريكان»: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين (جريدة مصرية)