لقد تابعت بكل اسف وبكل الم وبدهشة قوية خبر تلك المراة المسكينة التي اعتدى عليها شابان في مقبرة قريش القيروانية وافتكا منها مبلغا من المال على طريقة الأفلام الاجرامية ولئن كان سبب ألمي وأسفي مفهومين ومعقولين لما اصبح يقدم عليه عدد كبير من شبابنا في هذا الزمان من عمليات اجرامية لا تكون في الخاطر ولا في الحسبان ولا تخطر على بال الشيطان ولما وقعت فيه هذه المراة المسكينة التي كانت ضحية طيش مثل هذه الفئة من الشبان الا ان سبب دهشتي القوية هو ان هذه المراة المسكينة الضحية لم تجد ولو واحدا من المواطنين المتواجدين في هذه المقبرة القيروانية قد هب لنجدتها وانقاذها من هذه العملية الاجرامية رغم صياحها واستغاثتها المسموعة لدى الحاضرين في ذلك الصباح او في تلك العشية فهل نقول ان الرجولة والنخوة والشهامة قيم قد ماتت في هذه البلاد التونسية واصبحت مدفونة في تلك المقبرة القريشية القيروانية وغيرها من المقابر مع من غيبهم الموت ومع من ادركتهم المنية ؟ وهل نقول ان التونسيين المسلمين منذ قرون وسنين قد نسوا قول رب العالمين في كتابه المكنون المسطر (كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) ؟ وهل يشك العقلاء انه لو هب لنجدتها ولو نفر قليل من الحاضرين لما كانت هذه المراة الضحية تقع فريسة سهلة لامثال هؤلاء المجرمين؟ وليس لنا بعد هذه الجريمة النكراء الا ان ندعو رجال الأمن بكل لطف ان يكثروا من الدوريات الأمنية في المقابر وفي كل الأوقات علهم ينقذون ما يمكن انقاذه في مثل هذه المواقف وفي مثل هذه الحالات اولم يقل العرب في قديم الزمان ( ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقران )؟