كنّا أشرنا ضمن مقال نشرناه على موقع "الصّريح أونلاين" يوم الثّلاثاء الماضي إلى تسرّب موادّ نفطية بسواحل جزيرة قرقنة من ولاية صفاقس وإلى تذمّر البحّارة بالجزيرة من وجود بقع تلوث نفطي أدّت إلى نفوق بعض الأسماك وتضرّر معدّات الصّيد البحري التّقليدي ومنتوج الإسفنج – الشّيء الذي أصبح يهدّد مورد رزقهم. بعد أن بدأت آثار ومخلّفات هذا التسرّب النّفطي تظهر أكثر للعيان أطلق أهالي الجزيرة صيحة فزع خلال اليومين الماضيّين ولم يخفوا غضبهم الشّديد بسبب خشيتهم من حدوث كارثة بيئية جدّية خاصّة وأنّه إلى غاية اليوم السّبت لم يتم تحديد مصدر التلوّث أو طبيعة الموادّ التي تمّ تسريبها في البحر. آخر الأخبار التي وصلتنا تفيد بأنّ بوارج وطائرات عمودية تابعة لوزارة الدّفاع الوطني قامت بالتّعاون مع الوكالة الوطنية لحماية المحيط والمعهد الوطني لعلوم البحار بمعاينة مواقع التسرّب النّفطي للتّعرّف على مصدره. كما تمّ رفع عيّنات من الموادّ الملوّثة لتحليلها بمخابر خاصّة بصفاقس وبالعاصمة للتّأكّد من طبيعتها ومدى خطورتها. من جهة أخرى صرّح معتمد قرقنة شهاب بن علي اليوم السّبت أنّ نتائج التّحاليل ستظهر بين الحين والآخر مضيفا أنّ مصدر التسرّب النّفطي لا يزال مجهولا.