تحصلت الفنانة التشكيلية عواطف الغضباني على الأستاذية في الفنون التشكيلية من المعهد العالي للفنون الجميلة بصفاقس وتعد لبحث علمي ضمن دراستها الأكاديمية للتأهل للدكتوراه ..بعثت رواقا تحت عنوان "ركن الفنون" من 2005/2012 وشاركت في عديد التظاهرات الدولية والمحلية ولها عديد المعارض الفردية والجماعية وهي عضو بمجموعة ميولات الفنية..وتستعد لمعرضها الخاص برواق بالعاصمة يضم عددا من أعمالها الجديدة.. تدير دارا للثقافة بالرجيش من المهدية وأدارت عددا من الفعاليات منها السمبوزيوم الدولي للحفر وتظاهرات أخرى.. هكذا نلج عوالم تجربتها الفنية الجمالية حيث تنوعت أعمالها بين الأنماط المختلفة ومنها فن الحفر الذي اشتغلت ضمنه من خلال عدد من اللوحات والأعمال.. الفن والانسان..منذ القدم هي علاقة كشف واكتشاف وذهاب الى الذات في شواسعها ..هي الكينونة في حلها وترحالها الوجداني والانساني بشتى ضروب العبارة والمعنى في عنفوان اللحظة وامتدادها الجمالي الفصيح..هكذا يبدو الفنان في تلوينات من التجلي وقد غادر الفكرة ليعود اليها مسكونا بها وساكنا فيها ..يحرك السواكن بالكلمات الملونة و المرسومة يرتجي شيئا من ألق المكان و الذكرى..بالحفر ..هذا الفن المعتق كانت العبارة فادحة المعاني نشدانا للاشارة و العلامة و شتى العناوين ..انها لعبة الدال و المدلول كي تفصح الأحوال عن جواهر أسئلتها و كنه العبارة لديها..في هذا السياق من اللون الفني نلج عوالم الطفلة المأخوذة بشجن الحفر لتذهب به الى الدواخل حيث الذات الانسانية في تجلياتها و انكساراتها ..نهلت من أمكنة متعددة الينابيع..السباسب..الجنوب..و الساحل بعمق تفاصيل حكاية الفاطميين الذين مروا به وحفروا في حكاياته شيئا من اقامتهم العابرة..هي الفنانة التشكيلية عواطف الغضباني التي قدمت لونا من أعمالها نحتا للقيمة و بحثا عن الضوء في عتمة الحال والانسان..في اللوحة و ضمن تجربتها المميزة في فن الحفر تحاور عواطف وجوهها المتشحة بالشجن وهي وجوه الكائن الانساني في هذه الأزمنة ..انه الوجه المتعدد ..الوجوه الضاجة بالسؤال المربك..هي حرقة الفكرة في زمن تشظت فيه المعاني..كل هذا ضمن تناسق لوني تبرز معه و به فنيات الحفر وابتكارات عواطف في سعي تعمل ضمنه للخروج عن المألوف..