ثمة حكاية في هذا الانسياب اللوني..ثمة ماء في الحكاية وثمة نون العذوبة تمحو الحالة لتقول بها في هيجانها الهادئ..القماشة اذن وهنا أشبه بجغرافيا الروح ولا مجال اذن لغير السفر في ضرب من التجريدية المفعمة بالحالة الرومانسية لكأن الوقت سمفونية وجد وكأن المعنى مواويل مفتوحة على الشجن البليغ والغناء الخافت..هي لعبة الحوار اللوني مع الأنا تجاه الآخرين..العالم وكل ذلك في سياق من التخييل والمتعة الذوقية والعفوية على غرار الأطفال وهم يعبثون بوعي حارق بالأسئلة في براءة فارقة..خطاب لوني فيه مسحة من السوريالية و هيئات تشبه الأشباح أو الكائنات الموجوعة..ثمت ممكنات أخرى لاستقراء الأعمال و الأجمل هوهذا التعدد في القراءة والنظر..من هنا أوهكذا عن للفنانة الطفلة هالة سراج الذهاب باللون الى حالات من القول بالبهجة والحيرة والفتنة والمحصلة هي هذا التجوال البليغ في هذه الجغرافيا الملونة نشدانا لبلاغة لونية و مفردة جمالية حيث لا مفر من الأسر..لعبة لونية تأسرك و تأخذك الى حيزها المفعم بالتموجات و الانسيابية العالية لترى أثر اللون في دواخلك فتشعر بالامتلاء..ثمة بين بؤر النور مجال للأزرق حيث اختلاط اللون بما يشبه الأشكال و الأجسام و فكأنك تسمع أصواتا و أنت في هوة ..هكذا هي اللعبة بين مايشبه الحلم الرومانسي وما يشي بالسقوط و الفجيعة و هنا لا تملك الفنانة غير هذا التعاطي الجمالي القابل للقراءات و للتأويل ضمن الوعي بالفعل الفني وجدارته بالأسئلة.. نعم الرسم لدى هالة ضرب من السفر الى الدواخل ..و الكينونة هنا عالم بأسره من العناصر والتفاصيل التي تلتقي وتتقاطع وذلك وفق الكلمات الدفينة الكامنة في هذه الذات الحالمة..ذات الرسامة هالة السراج عاشقة اللون والموسيقى والكلمات و أسئلة هذا الوجود الطافحة بالشجن.. والفن بالنهاية هو ذاك القلق الابداعي تجاه هذا الانساني الكامن فينا والماثل أمامنا بكثير من الجمال والمتعة والسحر والوجدان.. هالة السراج تمضي في هذه التجربة التشكيلية من خلال أعمالها حيث السعي باتجاه المسالك الفنية التي تعد بالتغاير والقول بالذات الأمارة بالحيرة..و الحيرة عنوان غناء ووحلم و نشيد..