لقد رأينا وسمعنا أن كثيرا من التونسيون قد بدؤوا من الان بل وقبل ايام يعربنون على خبزة قاتو راس العام.. ولم نسمع ولم نر ان هناك حملة قد قامت في هذه البلاد التونسية ولا غيرها من البلدان الاسلامية لمقاطعة هذه الخبزة الموسمية تشبه او تقرب من تلك الحملة التي قادها بعضهم لمقاطعة عصيدة الزقوقو التي تعود ان يعدها التونسيون وغيرهم منذ قرون للاحتفال بمولد رسول الله محمد خير البرية.. كما راينا وسمعنا ان الاستعدادات للاحتفال براس السنة الميلادية بدات تدخل مرحلتها الحاسمة النهائية وطنيا وعربيا وإسلاميا وعالميا فماذا يمكن للمرء ان يقول بعد هذه الملاحظات الثابتة الحقيقية؟.. الا يمكن ان يقول ان العرب والمسلمين قد اصبحوا يعيشون حياة وعادات وتقاليد الغربيين ولم يعد لهم ما يميزهم عنهم لا من الشمال ولا من اليمين؟ الا يمكننا ان نقول لمن نسمعهم في الاذاعات ونراهم في القنوات التلفزية يدافعون بكرة وعشيا عن الهوية العربية الاسلامية ان حياتكم اليومية الحقيقية لا تختلف في شيء عن حياة المجتمعات الغربية؟ وان دفاكم عن هذه الهوية العربية الاسلامية هو مجرد كلام قد فضحته وكشفت حقيقته استعداداتكم المرئية للاحتفال بابيكم نوال هذه الأيام فهنيئا لكم بابيكم نوال وبسهراتكم الصاخبة راس العام وبخبز القاتو الذي سنراكم تتسابقون وتتنازعون وتسارعون للظفر به في سهرة ليلتكم الميلادية وما ستدفعونه من الدنانيرالسخية بكل سرور وغبطة واريحية.. لكننا نرجو منكم الا تنغصوا على غيركم احتفالاتهم بالمولد النبوي الشريف واعداد عصيدة الزقوقو الذيذة التاريخية التي تمثل حقا مظهرا صادقا حقيقيا من مظاهرهويتنا الوطنية والاسلامة والتي تركها وسخر منها كثير من المتنطعين المنبتين ادعياء الثقافة العصرية و الذين لا يفهمون شيئا من حقيقة الدنيا ولا من حقائق مقاصد الدين ولا حول ولا قوة الا بالله رب العالمين