في شوارعنا ..في مفترقات الطرق نرى المتسول. نرى المتسول معاقا وهو يتوكأ على عكازين... ونراه وهو يتحوّل من سيارة الى سيارة توقفت احتراما للاشارات الضوئية وقد يتسبب في حادث. نرى المتسول والمعاق وهو على كرسي متحرك ونراه وهو يستعرض ساقيه المشلولتين أو المبتورتين أو تكون اعاقته في اليدين والرجلين. هذا المتسوّل المعاق هل من حقه ان يمد يده مستعطيا متسولا؟ يسأل بعض المواطنين والمواطنات: من قال انه معاق؟ كيف نتحقق من أنه معاق حقا ولم يكن يحتال فيظهر الإعاقة بطرق خبيثة وهو سليم؟ هذا صحيح وكم من واحد طلبت منه بطاقة الإعاقة ففرّ هاربا. يسأل البعض: ألم تعلن وسائل الإعلام وتقول وتخبر بأن وزارة الشؤون الاجتماعية تصرف لكل معاق جراية شهرية. يتحدث البعض ويقولون ان الجمعيات التي ترعى المعاقين تصرف للمعاق التابع لها جراية شهرية. هل هذه الاداعاءات صحيحة؟ أولا: لا أساس من الصحة للخبر القائل : ان وزارة الشؤون الاجتماعية تصرف للمعاق جراية وأنا لا أعرف معاقا يتقاضى هذه الجراية بعنوان الإعاقة ولكن قد يتقاضى معاق جراية العائلة المعوزة لعوزه لا لإعاقته. ثانيا: بعض الجمعيات تصرف لعدد محدود من المعاقين جراية شهرية لاتزيد غالبا عن خمسين دينارا يتبرع بها أهل الفضل. اعود بعد هذا الى عنوان مقالي: هل للمعاق أن يتسول؟ اذا كان المعاق عاجزا عن العمل وليس له مورد رزق. فإذا أظهر اعاقته يستدربها عطف الناس يحقق من التسول كسبا. ولقد صارحني بعض هؤلاء فعلمت منهم ان التسول طريق يكسب منه صاحبه في الشهر ما لايقل عن أربعمائة دينار...(غالبا) فمن يوفرها له دون أن يتسول؟ فهل من حق وزير أو وال أو بلدية أن تمنعه من التسول للقضاء على ظاهرة التسول دون أن توفر له السلطة جراية تكفيه لإعالة نفسه وعائلته؟ ليس لأحد الحق في ذلك في نظري. فماهو الحل لحفظ كرامة المعاق المواطن وتوفير حاجته المادية؟ هل بتشجيع البعض على العمل والكسب من عرق الجبين وقد جربت هذا جمعية ترعى القاصرين مع عدد قليل؟ لكن ماهو الحل مع المعاق العاجز وصاحب العائلة؟ هل فكرت في الموضوع وزارة الشؤون الاجتماعية؟ أسأل وأحب أن أفهم؟!