ها نحن عدنا الى نفس السيناريو الذي عاشته البلاد قبل تنحية الحبيب الصيد عندما اشتغلت ماكينة التحوير والتمخوير والتمقعير والتجودير بقوة وشراسة وحققت غايتها وبدلت حكومة بحكومة الان وفي هذه الان عادت نفس الماكينة الى الاشتغال واغلب الظن انها ستنجح في اسقاط حكومة الشاهد وتصعيد حكومة جديدة نعم...تصعيد باتم معنى الكلمة فقد تتم الامور على طريقة اللجان الشعبية للمغفور له معمر القذافي التي كانت تقوم بتصعيد من تشاء وتنزيل من تشاء ومن لا يوافق امامه البحر يشرب منه ان يوسف الشاهد يعيش الربع الساعة الاخير فلقد انطلقت الاصوات في عزف معزوفة الاطاحة بحكومته والاتيان بحكومة كفاءات على طريقة حكومة المهدي جمعة ومما لا شك فيه ان محاولات اسقاط حكومة الشاهد ستنجح وستاتي حكومة اخرى ولكن هل بهكذا اجراء ستخرج البلاد من ازمتها الخانقة والتي استفحلت الى درجة تنذر بالخطر ..وبما يؤكد ان السفينة توشك على الغرق الحكومة القادمة لن تستطيع شيئا ولن تاتي بالمعجزات ولن تاتي بحلول سحرية.....ولن.....ولن.....لانها لا تملك عصا سحرية تماما كالحكومة الحالية ان المشاكل التي تراكمت طيلة سنوات ما بعد 14 جانفي ليس من السهل حلها....انها تحتاج الى اعادة نظر جذرية وشاملة في التوجه ......في المسار...في الرؤية.......في البرنامج.....وحتى في الدستور ومنهج الحكم..فهل سنقدر ونقبل ذلك..........ذلك هو السؤال....وتلك هي المعضلة.....بل هي تلك الطامة الكبرى