انهى وزير الصحة اجازته المرضية وعاد الى مكتبه ليستانف نشاطه في ظل ما حققته الزيارة الفجئية الناجحة جدا لاكبر مستشفى بالعاصمة التي اثارت اهتمام السيد الرئيس..واعجاب الراي العام...والت عرف الوزير كيف يستثمرها ..و(يعمللها قاوق)..واستعان بقدور السائق الذي (فوحها) ونفخ فيها بفضل ما لديه من علاقات ..(ولسان يغزل الحرير)...وما ان دخل الوزير حتى جاءته السكرتيرة مبتسمة ..ومرحبة...وتدعو له بالصحة...وبان يحميه رب العالمين من (العين) وشر الحاسدين..واكدت له ان (عين) الخصوم من السياسيين والمنافسين هم وراء ما اصابه..وقدمت له (حرز الحصن الحصين)ليضعه في جيبه فيحميه من (النفس...والحسد..)وهذه هدية متواضعة جدا منها اليه..واعتذرت له على بساطة ..وتواضع ..الهدية..فامكانيتها المحدودة لا تسمح لها بان تقدم له هدية ثمينة...فابتسم وشكرها ووعدها بان يحسن لها وضعيتها في اول فرصة..وفكر في ان يقبلها ولكنه تراجع لان تذكر ان لها رائحة نتنة تخرج من فمها تجعل الواحد يتقيا..ويهرب..ويلعن اللحظة التي اقترب فيها منها فاكتفى بان صافحها بحرارة وابتعد عنها...ولما حاولت هي ان تقترب منه تظاهر بانه يبحث عن بعض الاوراق...ففهمت انه عليها ان تغادر المكتب (من غير مطرود)...وغادرت وهي تتالم ..وتتحسر...وتشعر بشئ من الاهانة..ولما وصلت الى مكتبها انهارت ووضعت راسها فوق المكتب وهجمت عليها الدموع ..وانطلقت في نوبة بكاء ..امعنت فيها بمجئ قدور السائق ..فحاول مواساتها ..واخذها بين ذراعيه..وحسسها بالحنان..وقال لها (ما ثماش فيها الوزارة اشكون يفهمك كيفي انا...وراسك انت ثمة الف يتمناوك..مازلت صغيرة...وطرنكوشة....راك قنفيدة...وبرة حتى كان عمرك فوق الاربعين...والله لو كان ماعنديش فروخ من هاك السخطة اللي عندي راني طرت بيك)...وعندما سمعت قدور يهمس في اذنها بانها قنبلة جنسية شديدة المفعول و مسيلة للدموع ارتخت اعصابها...و(لعبت عليها الدوخة) وانكمشت ..والتصقت به اكثر..وقالت له (قدور..قدور..ما احنك ما تسيبنيش راني باش نطيح...اوه عليا...اوه..)وذكرها باقتراحه القديم الذي لطالما اقترحه عليها والتي لطلما رفضته..وهو ان يتزوجها (عرفي)..ويعيشان معا بما تسمح به ظروفه الزوجية...ووعدها بان يوفر لها ما يرضي غريزتها كانثى...واكد لها انه سيكون لها نصيب الاسد..وان زوجته لن يكون لها الا القليل القليل..وانه لن يحرمها من كل ماتشتهيه خصوصا وان (اللحم مع زوجته.....كما قال لها ...تخاوى)..وعندما لم تفهم ما معنى (اللحم تخاوى) اوضح لها ان زوجته اصبحت وكانها اخته..ولم تعد تثيره..وان بدنها اصبح وكانه بلاستيك..فضحكت وتمنت (العرفي) وترددت كالعادة..ولكنها اقترحت عليه ان يعيشا معا فترة تجربة...وقالت له (نحب ننسى...نحب هبلة...نحب نعيش...انا تعبت وفديت...وكل شيء ماسط في فمي)..وما ان قالت كلمة(فمي) حتى تذكر النتونة..والرائحة القاتلة ...فخرج كالهارب من مكتبها ..واختفى في مصعد الوزارة وهي تجري خلفه وتناديه (قدور...قدور...اش بيك هربت..يا قدور ما تخلينيش...يعطيني هدة في فمي)...وعندما ابتلعه المصعد وافلت منها سمعها تصرخ وكانها مجنونة ...ثم سقطت مغشيا عليها ..فخرج الوزير وهو مذعور ليجدها شبه ميتة ونصفها الاسفل وقد تعرى تماما ..وفمها يسبح في الدم..فلقد سقطت على اسنانها الامامية فتكسرت ..وارتبك الوزير ..ولم يفهم ما حدث...واسرع بطلب النجدة...وعندما بحث عن قدور لم يجده ...فلقد قيل له (خرج ...حرم السيد الوزير طلبت منه ان يحضر فورا الى البيت)...