قال رئيس الجمهورية سي الباجي قائد السبسي خلال كلمة القالها بمناسبة الذكرى18 لوفاة الزعيم التاريخي الحبيب بورقيبة(بعد مدة ليست ببعيدة سترث المرأة مثلها مثل الرجل) وهو ما يشير وما يعلن وما يصرح مسبقا بنتيجة اقرار مبدأ واختيار المساواة في الارث بين الرجال والنساء التي ستتمخض عن اعمال اللجنة التي كلفها وعينها سي الباجي سابقا للنظر والتقرير في هذا الشأن بما تريد وبما تشاء.. ولا شك ان سي الباجي قائد السبسي وهو تلميذ بورقيبة الوفي المخلص يريد ان يفعل كل ما في وسعه ليرضي استاذه وقائده وملهمه الاول بورقيبة في المجالين السياسي والفكري وهو في قبره وبين يدي خالقه وربه ولكن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق هل ان بورقيبة سيرضى فعلا وهو في اول منازل الدار الاخرة على ما يريد الرئيس السبسي تحقيقه بالنيابة عنه في هذه الدار الفانية؟ لا شك ان من يعرفون بورقيبة من قريب ولعل السبسي من اولهم يعلمون علم اليقين ان بورقيبة فكر في هذه المساواة في الارث منذ سنين قبل سي الباجي وغيره ممن يساندونه في هذا الأمر فقد سمعنا وزير بورقيبة محمد مزالي باذاننا وشاهدناه بعيوننا وهو يقول ذات يوم بعظمة لسانه امام التونسيين على شاشة التلفزيون منذ سنين بوصفه شاهدا من الذين شهدوا وعاصروا بورقيبة ان هذا المفكر التاريخي وهذا الزعيم المشهور اجاب ذات يوم لما سئل لماذا لم يقدم ولم يجتهد في تغيير تشريع الارث فيسوي فيه بين مناب الذكر والأنثى كما اقدم واجتهد اجتهادا قويا وقادا في مسالة تعدد الزوجات بان منع هذا التعدد الشرعي ؟ فقال واجاب بلا تلجلج وبلا تردد وبلا ارتياب ان مسالة الارث الشرعي فيها ايات قرانية محكمة لا تقبل الاجتهاد والتحوير او التغيير بينما مسالة تعدد الأزواج قابلة لامكانية الاجتهاد والتغيير استنادا الى قوله تعالى في سابق السنين والعصورالبائدة (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة) (النساء 3) وقوله تعالى (ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) (النساء 128) .. فهل يرى سي الباجي حفظه الله وسدد في الحق خطاه ان بورقيبة لما سيسمع وهو في قبره عند ربه بما قاله تلميذه وصفيه وخليفته سي الباجي الرئيس الحالي في مسالة التسوية في الارث بين الاناث والذكور سيكون على اجتهاده وقراره من الراضين وسيشعر بالغبطة وبالفرح وبالسرور ام سيقول وهو يتساءل تساؤل الحيران هل استطاع تلميذي سي الباجي ان يفهم النصوص الدينية والاحوال الاجتماعية والظروف العصرية افضل واحسن مني بعد كل ما عشته وما رايته طوال تلك السنين؟ ولعله سيجيب نفسه بعد ان يحيره الجواب ويختلط عليه الأمر في التفريق بين الخطاة بين الصواب بتلك الحكمة التي عرفها وحفظها لما كان في الدنيا وقبل ان يضم رفاته القبر فيقول ومن يدري قد(يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر)