كثيرة هي الأمثلة الموروثة عن الآباء والأجداد والتي تعبر وتصف بدقة متناهية اوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها في هذه البلاد ومن هذه الأمثلة تذكرت ذلك المثل الذي كان يردده ابي رحمه الله وهو قوله(كل واحد يضريب على درابوه) اذا راى او سمع بخلاف بين طرفين او عدة اطراف وكل طرف منهم يفكر ويبحث عن مصالحه الخاصة التي يراها ويعتبرها عنده نافعة محمودة ويرفض التنازل عنها ولو بصفة جزئية محدودة ولا يهمه ابدا ان تشتعل نيران الخلاف وتهلك بلهيبها جميع الأطراف ولا اظن احزابنا السياسية ومنظماتنا الوطنية الا منضوية ومؤمنة وعاملة بهذا المثل ولذلك فقدت وستفقد في مجال خلافها كل انفراج وكل حل وسيظل الشعب المسكين بينها كالملاح الذي يدفع وحده ثمن تصادم و تلاطم الأمواج فيا تونس لك الله الذي لم يبق لنا رجاء ولا ملجا سواه واخر ما اريد ان اقوله وان اذكر به هؤلاء المتصارعين والمتناطحين على تحقيق مصالحهم الضيقة من وراء هذه الخلافات هو قول الله عز وجل الذي يبدو ان الكل قد نسوه في خضم هذا الخلاف وفي اتون هذا الجدال(كذلك يضرب الله الحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال)