ماذا في تقرير لجنة الحريات بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة؟ قال رئيس لجنة الحريات بالنقابة الوطنية للصحافيّين التونسيّين جمال الكرماي أنّ التقرير الّذي أعدّته اللجنة حول واقع الحريات الصحفيّة في تونس وقع رميُه جانبا من قبل بعض أعضاء المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيّين وأشار في تصريح له ل"السياسيّة" أنّ غايات سياسيّة تحرّك واضعي التقرير من المكتب، في مايلي مقال عن وكالة تونس إفريقيا للأنباء يقدّم بعض جوانب التقرير الّذي أعدّتهُ لجنة الحريات الصحفيّة
اليوم العالمي لحرية الصحافة - تونس 4 ماى 2009 (وات) - أكد تقرير لجنة الحريات التابعة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التمسك بقيم ومبادئ اليوم العالمي لحرية الصحافة والحرص على الإسهام في مزيد الارتقاء بالإعلام وتوفير الظروف الملائمة للأداء الإعلامي الذي يستجيب لطموحات المجتمع التونسي. ولاحظ التقرير السنوي الذي يصدر بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة حول /واقع الحريات الصحفية في تونس/ انه لا يمكن التغافل عن نقاط الضوء التي من شانها أن ترتقي بالأداء الإعلامي الوطني سواء كان ذلك على مستوى التشريع او الانجاز وذلك اعتبارا للدور الهام الذي يضطلع به القطاع في نحت مجتمع تعددى حداثي. وابرز ان تطوير الإعلام هاجس الصحافيين كما هو هاجس السلطة اذ انه المرآة العاكسة لما يعتمل ويتحقق بالبلاد موضحا ان الإعلام الجيد هو الذي يحظى بالمصداقية ويحتاج إلى سيولة الخبر والكفاءة في تناول المستجدات وتوفير ظروف الممارسة المهنية وضمان الحقوق المادية والمعنوية للمهنيين. وذكر التقرير بما أكده الرئيس زين العابدين بن علي في عديد المناسبات على مزيد فتح الآفاق والدعوة إلى الجرأة والحرفية في تناول جميع مشاغل المواطنين واهتماماتهم لإيمانه بدور الإعلاميين في تكريس الديمقراطية ونشر ثقافة المعرفة والتحديث. وابرز ما وجده الإعلاميون لدى رئيس الدولة من إنصات ومبادرة بمزيد تحسين أوضاع الإعلام والإعلاميين مؤكدا تجاوب السلطة مع تشخيص أهل المهنة لواقع ممارستها ومكامن الوهن قصد تلافيها ليكون الإعلام الوطني قادرا على التعبير على الحراك ومحفزا لرفع التحديات في ظل أوضاع إقليمية ودولية معقدة وشائكة . كما قدم تقرير لجنة الحريات جملة من المؤشرات حول تعزز المشهد الإعلامي في تونس بانتظام صدور الصحف الحزبية وبعث عنوان حزبي جديد هو جريدة /التونسي/ الناطقة باسم حزب الخضر للتقدم وظهور مجلة شهرية جديدة مستقلة تحمل عنوان /رؤى/ إلى جانب صدور العدد الأول من مجلة المغرب الموحد والانطلاقة الجديدة لقناة /نسمة تي في/ كفضائية مشيرا الى ما تقبل عليه /دار الصباح/ من عملية تطوير وتحسين وضعية الصحافيين وظروف عملهم ضمن توجه من شانه ان يسهم فى دعم منافسة الصحافة المكتوبة لسيل الإعلام والنهوض بالوظيفة الإعلامية الوطنية المستقلة فضلا عن إطلاق جرائد الكترونية إضافية. وفي الجانب التشريعي تناول تطور مهام المجلس الأعلى للاتصال والهياة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وتعديل الاتفاقية المشتركة القطاعية لمؤسسات الصحافة المكتوبة إلى جانب إصدار أنظمة أساسية وهياكل تنظيمية وعقود تعاون تأمل النقابة في أن تعود بالنفع على أوضاع الصحافة والصحافيين. اما بشان النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ذكر التقرير بانتخابات أعضاء اللجان القارة الجارية في صائفة 2008 التي شارك فيها 442 صحفيا من مختلف المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة لاختيار 72 عضوا من جملة 166 صحفيا مترشحا.كما تحدث عن الجلسة الانتخابية الأولى لصندوق التآزر بين الصحفيين التونسيين ليوم 30 ديسمبر 2008 ولاحظ التقرير انه رغم جملة الصعوبات التي تلاقيها الصحافة المكتوبة في تونس والشبيهة لتلك المسجلة بالبلدان المتقدمة فان القطاع سجل تطورا من حيث الشكل والمحتوى. كما تعرض الى المؤشرات الجيدة المسجلة في المشهد الإعلامي السمعي البصرى على مستوى الحوارات الإذاعية وفسح المجال للأحزاب ومكونات المجتمع المدني ومن خلال تنامي الإقبال على متابعة البرامج التلفزية معربا عن الأمل في أن يتوخى القطاع مزيدا من الجرأة في طرح القضايا وإعطاء الأولوية للخبرات والكفاءات التونسية.
وعبر التقرير عن التطلع الى ان يشهد الاعلام الجهوى الذى يسجل حضور حوالي مائة وخمسين صحفيا محترفاتطورا نوعيا سيما من حيث ملامسة مشاغل المواطنين الحقيقية .
وقدم التقرير في كافة محاوره جملة من المقترحات ابرزها العمل على مزيد تحسين الاوضاع المادية والمعنوية والمهنية للصحافيين في عديد المؤسسات وفتح المجال امام مصادر الخبر بصورة اشمل سواء على المستوى المركزى او في الجهات وتنمية اعلام القرب في كافة المجالات. ودعا الى ضرورة احترام المهنة الصحفية والالتزام بميثاق شرفها والعمل بقواعد الكتابة الصحفية والسهر على ضمان انتاج حرفي يعكس تنوع وثراء المشهد السياسي والفكرى والثقافي مؤكدا الحرص على تنقية المهنة من كل ما يشوبها ويعيقها عن اداء رسالتها.