صحفيون شبان يتحدّثون عن أزمة نقابة الصحفيين وعن انتظاراتهم: "حالة الشلل التي تمر بها النقابة الوطنية للصحفيين لا تخدم المصالح المادية والمعنوية للصحفيين وخاصة الشبان منهم" "المكتب التنفيذي المتخلي تخلى عن العديد من الملفات مقابل البحث في مجموعة من المطالب التي تخص فئة ضيقة" " الصراع في النقابة شتّت مواقف الصحفيين خاصة الشبان منهم الذين لا مصلحة لهم في المعركة التي تدور رحاها" "بالنسبة للصحفيين هناك أسماء تتنافس حتى تسيطر على النقابة وهم ينتمون إلى مؤسسات صحفية عريقة في البلاد" يبدو أنّ الاختلافات وحالة الانقسام التي تعيشها نقابة الصحفيين انعكست بدورها على القواعد الصحفية الشابة،فخلافا لإجماعهم حول حل ينهي الصراع الدائر في هيكل النقابة قد يصلح في أوضاعهم ويخدم مطالبهم ويدافع عن مصالحهم المادية والمعنوية ، فان قراءتهم للصراع الدائر اختلفت حسب طبيعة أوضاعهم الشغلية ومواقفهم مما يدور. "السياسية" اتصلت بعناصر صحفية شابة وسألتهم عن ما يدور في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين واستجلت انتظاراتهم وتقييماتهم للوضعية الحالية. ملف من إعداد أيمن الزمالي أشرف عبيد صحفي شاب النقابة اليوم لم تعد الجمعية، والذي يطرح إشكالا بالنسبة لنا كصحفيين شبان كون النقابة فاقدة لممارسة آليات العمل النقابي. ففي بداية عملها كان لها خياران، إما الدفاع عن حرية الصحافة وتحسين وضعيات الصحفيين ماديا والتكوين، أو الدخول في صدام مع الدولة لا يعنينا في شيء.وللأسف فان النقابة اعتمدت الموقف الثاني. وبالنسبة للصحفيين المتنازعين، هناك أسماء تتنافس حتى تسيطر على النقابة، وهم ينتمون إلى مؤسسات صحفية عريقة في البلاد. أما بالنسبة لوضعية الشبان في النقابة، فليس هناك آليات تواصلية لاستقطاب الصحفيين الشبان، وغياب شبه تام الدعم المادي والمعنوي والتكوين، والذي يأسف هو وقوف النقابة باهتة أمام وضعية صحفيين شبان هم كفاءات علمية وأكاديمية اتصالية لا تتجاوز مداخيلهم 150د أو 200د دون حراك. ------------------------------------------------------------------------ توفيق عياشي صحفي شاب حالة الشلل التي تمر بها النقابة الوطنية للصحفيين لا تخدم المصالح المادية والمعنوية للصحفيين وخاصة الشبان منهم، على اعتبار أنها لم تعد تمثل سلطة نقابية قادرة على تحقيق المكاسب للصحفيين. وبطبيعة الحال المستفيد الأول مما يحصل هم الأعراف والمؤجرون الذين يستغلون وينتهكون أبسط حقوق الصحفيين، كما أن هذه الأزمة لا يمكن أن تحقق الغاية المنشودة للصحافة التونسية حتى تكون مستقلة وحرة. على مستوى آخر، وفي ما يتعلق بالصراع الدائر في صلب النقابة فان المرجع الوحيد لإثبات أي من أطراف الصراع على حق أو على باطل هو القانون الأساسي للنقابة ومدا احترامه و الالتزام به. والى حد الآن هناك خطوات ينتهجها المكتب التنفيذي للنقابة هي خطوات قانونية فيما يتعلق بتجديد موعد المؤتمر الاستثنائي، وحق المكتب التنفيذي في الإعداد له، لكن وفي المقابل، فان الخطوات التي قام بها مجموعة17 هي خطوات لا تحترم القانون الأساسي على اعتبار أنهم قاموا بمجموعة من الاجتماعات وأصدروا بيانات غير قانونية وقرروا موعدا للمؤتمر الاستثنائي وهو ما يتعارض مع الفصل39 من القانون الأساسي للنقابة الذي لا يخول للمكتب التنفيذي الموسع اتخاذ مثل هذه الإجراءات. ومثل هذه التجاوزات لا يمكن أن تخدم مصالح الصحفيين الشبان على اعتبار أنها تهدف إلى تحقيق غايات شخصية لأفراد يريدون أن يكون لهم موقع في هياكل النقابة ولا يتوفر لهم هاجس خدمة مصالح عموم الصحفيين. فلو افترضنا أن الأزمة تسير إلى انجاز مؤتمرين فذلك قد ينسف وجود الهيكل النقابي ويشتت وحدة الصحفيين. ويهمش مطالب القاعدة الصحفية الشابة التي تتطلب معالجة سريعة للوضعيات المادية والمهنية الهشة. ------------------------------------------------------------------------ وليد الفقي صحفي شاب بالنسبة لموقفي الشخصي مما يحدث في نقابة الصحافيين هو مهزلة لا تخدم لا الصحافيين الشبان ولا القدامى، فالمكتب التنفيذي المتخلي تخلى عن العديد من الملفات مقابل البحث في مجموعة من المطالب التي تخص فئة ضيقة، فلا يمكن اختيار أحسن قناة أو إذاعة لقناة تبث ساعتين في الأسبوع. إضافة إلى ذلك كان مطلب الصحافيين واضحا وهو إنشاء نقابة تدافع عن حقوقهم وتجلب لهم العديد من المكاسب الاجتماعية. ومازال العديد من الشبان يعانون من استغلال فادح في العمل فدخلهم لا يتجاوز 200د وفي بعض المؤسسات 120د. وخلال سنة ونصف، ماذا فعلت النقابة للصحافيين وخاصة الشبان منهم ؟ كيف يمكن الحديث عن حرية التعبير والصحافة في ظروف اجتماعية سيئة؟ وهو ما يحتم الدخول في صدام مع السلطة وهذا ليس مطلب الصحافيين. والحديث اليوم عن موعدين لعقد المؤتمر وتضارب في المواقف والبيانات هو كارثة أخرى تسجل لكن ستكون الشرعية حسب القواعد الصحفية، رغم أن الجميع سعد عند التقاء المجموعتين في اجتماع واحد، لكن طلب مغادرة أعضاء المكتب التنفيذي المستقلين لمعاينة الشغور لم يكن مفهوما وكانت غايته استفزازية بحتة، والقانون لا يقول أن معاينة الشغور تتم بإبعاد المستقيلين عن القاعة إضافة إلى ذلك هم تلقوا دعوة رسمية من رئيس النقابة ليتم استبعادهم، وهذا الانقسام لا يخدم مصلحة أي كان وخاصة الصحافيين الشبان. ------------------------------------------------------------------------ سيدة همامي صحفية شابة شاركنا كصحفيين شبان ومنذ الوهلة الأولى في تأسيس النقابة ودفعتنا في ذلك الرغبة في وجود هيكل يجمع الصحفيين ويوحدهم سعيا لتحسين أوضاعهم المادية والمعنوية الهشة، ولكن دواليب هذه النقابة بقيت معطلة ولم نشهد حراكا نقابيا مثلما انتظرنا، وما زاد الطين بلة اندلاع الأزمة بين طرفين هما في الواقع عنصري وحدة وتكامل، وكانت النتيجة تشتيت مواقف الصحفيين خاصة الشبان منهم الذين لا مصلحة لهم في المعركة التي تدور رحاها، وبقي السؤال عالقا في أذهاننا كصحفيين شبان: لمصلحة من كل هذا التمزق؟ الأكيد هو ليس في مصلحتنا، فنحن في حاجة لوجود هيكل واحد يطرح ملفاتنا بشدة خاصة على مستوى تشغيل خريجي معهد الصحافة وعلوم الإخبار، وهو ما حدا بنا يوم13جويلية الماضي تاريخ الجلسة العامة إلى اقتراح تأسيس لجنة للصحفيين الشبان صلب النقابة، وقد تمت المصادقة عليه وذلك لإحساسنا بالتهميش داخل نقابتنا التي دافعنا عنها، وكانت آخر مطالبنا الحصول على انخراطات2009 التي أقر المكتب الموسع عدم اعتمادها في المؤتمر القادم مبررا ذلك بأنها غير قانونية والأكيد أننا سنتوجه نحو مؤتمر واحد فلا مجال في أذهاننا إلى القضاء على حلم اسمه نقابة الصحفيين. إن هذه المعركة تسببت في تعميق أزمة الصحفيين الشبان إذ تجرأ أحد الأعراف مؤخرا وقال لأحد الزملاء حرفيا "كان عجبك الوضع ماكانش توا نجيب غيرك ب80دينار". لكننا نأمل أن تكون رياح التغيير داخل النقابة إيجابية تحرص على تحسين وضعية الصحافيين وخاصة الشبان منهم والابتعاد عن المزايدات والانشقاقات إنشاء الله المكتب التنفيذي القادم يكون أكبر بكثير من هذه الانقسامات ويخدم العديد من الملفات الاجتماعية العالقة للصحافيين وخاصة الشبان.