هل لذلك علاقة بالمؤتمر القادم؟ يبدو أن الأمور لم تستتب في حزب الوحدة الشعبية، حيث شهد في المدة الأخيرة تطورات عديدة وانقسامات في صلبه على خلفية التسيير وخاصة فيما يتعلق بالانتخابات التشريعية ثم الانتخابات البلدية وكذلك ملف الإعلام وخط الصحيفة الناطقة بلسان الحزب. فمباشرة بعد الانتخابات التشريعية لاح الانقسام داخل الوحدة الشعبية وظهرت ما يسمى بمجموعة هشام الحاجي القيادي والنائب البرلماني والتي ضمت كلا من منير العيادي وسمير المغراوي (اللذين تقدما وقتها بطلب تجميد عضوية) وتوفيق بوهلال. لكن تم تطويق الخلاف ليعود من جديد خلال الانتخابات البلدية من خلال ملف رؤساء القائمات (وخاصة عدم التجديد للمغراوي في مجلس بلدية تونس الذي قضى فيه عشر سنوات) وكذلك اختيار المستشارين البلديين الذين من المفروض ان يتم تعيينهم من قبل المكتب السياسي للحزب أو رئيس القائمة..لكن يبدو أن تولي الامين العام عملية الاختيار بنفسه أثارت موجة من الغضب والتململ صلب الحزب. وكان ملف الاعلام كذلك نقطة هامة في الخلاف حيث عبر عادل الحاج سالم المكلف بالاعلام داخل الحزب ورئيس تحرير صحيفة الوحدة عن قلقه من سير عمل الحزب وتسييره خاصة بعد تكليف مهدي الطباخ برئاسة لجنة الاتصال في الحزب وهو ما يعد تداخلا في مهام السيد عادل الحاج سالم.وعلى عكس ما نشر سابقا أفادنا السيد الحاج سالم أنه لم ينسحب من اجتماع المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية يوم 10 ماي لا «غاضبا»، ولا «مهدّدا بكشف بعض الخبايا» لأنه لم يحضر الاجتماع أصلا، بل لم يعلم بانعقاده إلا بعد ساعات من انتهائه. وصرح ل»الصباح» أن عدم دعوته إلى اجتماع المكتب السياسي يعود إلى ما سبق أن أعلم به الأمين العام قبل أسابيع من كونه سيواصل مهامه في المكتب السياسي ورئاسة تحرير جريدة «الوحدة» إلى يوم الاقتراع في الانتخابات البلدية ، ليتفرّغ بعدها إلى نشاطه الثقافيّ والإعلامي باعتباره سكرتير تحرير مجلّة «الأوان» الإلكترونية اليومية. وأضاف أن هذا لا يمنع وجود عوامل موضوعية وراء قراره بالتخلي عن مهامه الحزبية، منها «عدم توفر المناخ المناسب والإرادة السياسية لتطوير جريدة الوحدة، ومنها عدم انسجامي مع الخطاب الذي يتبناه الحزب تجاه السلطة السياسية والوضع العامّ بالبلاد.» وأكّد انه كان يرغب لو بقي الأمر بعيدا عن التوظيف الذي قامت به بعض الأطراف داخل الحزب خدمة لأجنداتها الخاصّة. ويرى البعض ان الخلافات الأخيرة وهي خلافات داخلية عاشها حزب الوحدة الشعبية طيلة مراحل حياته مردها قرب مؤتمره الثامن الذي من المؤكد انه سيفصل كل هذه الإشكاليات بطرق ديمقراطية. سفيان رجب جريدة "الصباح" الأحد 23 ماي 2010