رئيس الجمهورية قيس سعيّد.. المفسدون... إمّا يعيدون الأموال أو يحاسبهم القضاء    فاتورة استيراد الطاقة لا تطاق .. هل تعود تونس إلى مشروعها النووي؟    في علاقة بالجهاز السرّي واغتيال الشهيد بلعيد... تفاصيل سقوط أخطبوط النهضة    مذكّرات سياسي في «الشروق» (5) وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم الصادقية حاضنة المعرفة والعمل الوطني...!    أخبار المال والأعمال    تقديرات بانحسار عجز الميزانية الى 6.6 ٪ من الناتج المحلي    مع الشروق .. «طوفان الأقصى» أسقط كل الأقنعة.. كشف كل العورات    مع الشروق .. «طوفان الأقصى» أسقط كل الأقنعة.. كشف كل العورات    مزاد دولي يبيع ساعة أغنى راكب ابتلعه الأطلسي مع سفينة تايتنيك    الرابطة الثانية (ج 7 إيابا) قمة مثيرة بين «الجليزة» و«الستيدة»    مانشستر سيتي الانقليزي يهنّئ الترجي والأهلي    ترشح إلى «فينال» رابطة الأبطال وضَمن المونديال ...مبروك للترجي .. مبروك لتونس    فضاءات أغلقت أبوابها وأخرى هجرها روادها .. من يعيد الحياة الى المكتبات العمومية؟    تنديد بمحتوى ''سين وجيم الجنسانية''    ابتكرتها د. إيمان التركي المهري .. تقنية تونسية جديدة لعلاج الذقن المزدوجة    الكاف..جرحى في حادث مرور..    نبيل عمار يؤكد الحرص على مزيد الارتقاء بالتعاون بين تونس والكامرون    استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف لطيران الاحتلال لمناطق وسط وجنوب غزة..#خبر_عاجل    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    ماذا في لقاء وزير الخارجية بنظيره الكاميروني؟    طقس الليلة    تسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لدى اليونسكو: آخر الاستعدادات    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    البطولة الافريقية للجيدو - ميدالية فضية لعلاء الدين شلبي في وزن -73 كلغ    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    نابل: الاحتفاظ بشخص محكوم بالسجن من أجل "الانتماء إلى تنظيم إرهابي" (الحرس الوطني)    أكثر من 20 ألف طالب تونسي يتابعون دراساتهم في الخارج    التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيدين للفلسطينيين    مواطن يرفع قضية بالصافي سعيد بعد دعوته لتحويل جربة لهونغ كونغ    مدير عام وكالة النهوض بالبحث العلمي: الزراعات المائية حلّ لمجابهة التغيرات المناخية    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب؟    وزارة التجارة تتخذ اجراءات في قطاع الأعلاف منها التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    الرابطة 1 ( تفادي النزول - الجولة الثامنة): مواجهات صعبة للنادي البنزرتي واتحاد تطاوين    افتتاح المداولات 31 لطب الأسنان تحت شعار طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق    تضم فتيات قاصرات: تفكيك شبكة دعارة تنشط بتونس الكبرى    يلاحق زوجته داخل محل حلاقة ويشوه وجهها    عاجل/ إصابة وزير الاحتلال بن غفير بجروح بعد انقلاب سيارته    القلعة الصغرى : الإحتفاظ بمروج مخدرات    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    هام/ ترسيم هؤولاء الأعوان الوقتيين بهذه الولايات..    تقلص العجز التجاري الشهري    الشابّة: يُفارق الحياة وهو يحفر قبرا    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    عاجل/ تحذير من أمطار وفيضانات ستجتاح هذه الدولة..    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    التشكيلة المنتظرة للترجي في مواجهة صن داونز    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تساؤلات حول إمكانية عودة التفاوض حول المؤتمر الموحّد للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
نشر في السياسية يوم 09 - 05 - 2010

أزمة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان :هل يعود الفرقاء إلى طاولة المفاوضات؟
أصدرت الهيئة المديرة للرابطة التونسية لحقوق الإنسان بيانا قدّمت فيه رؤيتها لتعطّل مسار المفاوضات التي يُشرف عليها السيدين العميد عبد الوهاب الباهي ومنصر الرويسي رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسيّة ، وفي أعقاب هذا البيان الذي يأتي لاحقا عن تصريحات لممثل الشاكين السيّد الشاذلي بن يونس والندوة الصحفية التي عقدها الرويسي والباهي تطرح الساحة الحقوقية والسياسية في تونس أسئلة ملحّة حول إمكانيات عودة فرقاء الرابطة إلى طاولة المفاوضات وإتمام آخر الاتفاقات بخصوص المؤتمر الموحّد.
في ما يلي بيان الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان:
بيان
تداولت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان خلال عدّة جلسات مسار الحوار الرابطي الذي انطلق منذ أشهر بين الهيئة المديرة ممثلة بلجنة الحوار الرابطي المنبثقة عنها ووفد من الذين كانوا قدّموا شكايات ضدّ الرابطة للمطالبة سواء بإلغاء المؤتمر الوطني الخامس أو بإلغاء مؤتمرات بعض فروع الرابطة، وهو الحوار الذي تمّ بحضور السيدين عبد الوهاب الباهي والمنصر الرّويسي.
وقد عبّرت الهيئة المديرة عن استغرابها لتواتر التصريحات الصحفية للسيد الشاذلي بن يونس ممثّل الشاكين المذكورين للحديث عن هذا الحوار وكذلك ما صدر عن السيدين الباهي والرويسي اللّذين عقدا بدورهما ندوة صحفية للغرض، علما وأنّ الأطراف المتحاورة جميعا اتفقت منذ البداية على إبقاء الحوار بعيدا عن الجدل العلني عبر وسائل الإعلام صيانة له من كلّ المخاطر.
وقد التزمت الهيئة المديرة ولجنة الحوار المنبثقة عنها بذلك الاتفاق وامتنعتا عن الإدلاء بالتصريحات الصحفية وهو ما لم يلتزم به الشاكون والسيدان الباهي والرويسي، إضافة إلى أن هذه التصريحات المتشائمة أطلقت في الوقت الذي تحقق فيه تقدّم ملموس كرّسه محضر الاتفاق الذي انتهت إليه جلسة مساء 20 ماي الماضي.
ويهمّ الهيئة المديرة أن تذكّر أنها ما انفكت تنادي بالحوار وقد سعت إليه بمختلف الوسائل وتعاملت بكل ايجابية مع مختلف الوساطات ومنها خاصة تلك التي قام بها سنة 2006 الرؤساء السابقون للرابطة وعدد من أعضاء الهيئات المديرة السابقة في إطار ما سمّي في حينه "لجنة المساعي الحميدة" وغيرها. وقد عبّرت الهيئة المديرة في بيانها بتاريخ 3 ديسمبر 2009 عن ارتياحها لما أبلغت به عبر قنوات عديدة بوجود إرادة سياسية راسخة لحلّ أزمة الرابطة وأكدت استعدادها للتعاون مع مختلف الأطراف المعنية، وأعلنت عزمها على إنجاز المؤتمر السادس في أجل لا يتجاوز شهر مارس 2010 مع "إيمانها بأن عقد مؤتمر وفاقي، لا يقصي أيّ طرف، ويكون مسنودا من جميع الرابطيّات والرابطيّين، هو الخيار الأمثل لإخراج الرابطة من المأزق الذي تواجهه منذ سنوات". مؤكّدة رغبتها في استكمال الحوار مع كلّ الرابطيّين بدون استثناء بمن في ذلك الشاكين.
وقد أبلغت الهيئة المديرة السيد عبد الوهاب الباهي في حينه ما سمّي "خارطة طريق" أكدت خلالها "إجماع أعضاء الهيئة المديرة على أنّ صيغة المؤتمر الوفاقي هي الأفضل لمعالجة المشكلة، وأنّ الوفاق هو الذي من شأنه أن يدفع بالطرفين إلى تقديم التنازلات الضرورية التي من شأنها أن تسهّل الحلّ وتوفّر أرضية مشتركة يجد فيها الجميع أنفسهم، بعيدا عن منطق الابتزاز أو التعجيز، وهو وفاق محكوم بسقف تفرضه مجموعة من المبادئ التي من الطبيعي أن يتمسّك بها الرابطيّون نظرا لارتباطها بوجود الرابطة وبطبيعة دورها. وفي مقدمة هذه المبادئ حماية استقلالية قرار الرابطة. وهذا يعني أن أيّ صيغة من شأنها أن تفضي إلى الإخلال بموازين القوى لصالح أيّ واحدة من الحساسيات الموجودة داخل الربطة وخاصة الحساسية التجمّعية، سواء على صعيد عدد المؤتمرين أو على صعيد الهيئة المديرة، لن تكون مقبولة من أغلبية الرابطيين، إضافة إلى كونها لن تكون مفيدة للحزب الحاكم".
وبناء على هذه المرجعية والخيار المقترح بدأ الحوار مع الشاكين بالمقرّ المركزي للرابطة وعقدت أولى جلساته يوم الاثنين 12 أفريل 2010 وتمّ الاتّفاق خلاله على عدد من النقاط منها عقد المؤتمر الوفاقي في أقرب الآجال وبأيسر السبل.
وقد أكّدت الهيئة المديرة خلال كلّ الاجتماعات التي تمّ عقدها على أنّ الوفاق ضرورة قصوى للخروج من الأزمة وأنّ هذا الوفاق من الضروري والحتمي أن يشمل كلّ الرابطيّين سواء الذين تقدّموا بقضايا ضدّ الهيئة المديرة مباشرة إثر انتهاء المؤتمر الوطني الخامس أو فيما بعد بمناسبة تجديد هيئات فروع الرابطة ودمج بعضها، أو مع الذين عبّروا عن رفضهم لدمج بعض الفروع ولم يتّجهوا للمحاكم بل مارسوا حقّهم الطبيعي في الاختلاف داخل هياكل الرابطة أو أعضاء هيئات الفروع التي تمّ تجديدها وعموما جميع الرابطيّين والرابطيّات، علما وأنه لا يمكن الوصول إلى إنجاز المؤتمر بالشكل المطلوب إلاّ باعتماد الوفاق كآلية عمل في كل المراحل، وهذا من شأنه ترميم الثقة بين مختلف الأطراف الرابطية شيئا فشيئا وتعزيزها بخطوات ملموسة، ليس أقلّها معاملة كلّ الرابطيّين مهما تنوّعت مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم السياسيّة على قدم المساواة.
كما أكّدت الهيئة المديرة منذ البداية على ضرورة فتح المقرّ المركزي للرابطة ليس فقط للشاكين بل وأيضا للحوار مع هيئات فروع تونس وبقيّة الغاضبين، ورفع الحصار عن مقرّات فروع الرابطة داخل الجمهورية للتحاور أيضا مع الرابطيّين هناك. غير أنّ ذلك لم يحدث رغم الإلحاح على ذلك في كل مناسبة وخاصة لدى السيّدين الباهي والرويسي، بل تمّ منع الرابطيّين جميعا بمن فيهم الشاكين من الاحتفال بالذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس منظّمتهم.
وقد تخلت الهيئة المديرة عن المطالبة بالتفاوض مع السلطة مباشرة وعن ضرورة تخلي الشاكين عن القضايا التي رفعوها قبل الحديث معهم ،علما وأنه وإلى حدّ الآن ورغم تقدم الحوار مع الشاكين فقد بقيت تلك القضايا سيفا مسلولا يهدد به هؤلاء، بل يتوعّدون بالقيام بقضايا أخرى إن لم يتمّ الرضوخ لمطالبهم.
ومنذ بداية الحوار ما انفكت لجنة الحوار تتعاطى بكل ايجابية مع ما يطلبه الشاكون الذين أصرّوا على ضرورة الاعتراف بما أسموه "مؤتمرات الفروع السبعة" التي عقدت دون إشراف الهيئة المديرة ورغم التحفظات الكثيرة التي للرابطيين عموما بهذا الخصوص فأن لجنة الحوار قبلت بإعادة مؤتمرات تلك الفروع بهيئات وفاقية رغم عدم توفّر العدد الأدنى للمنخرطين الذين يجب أن يضمّهم كلّ فرع (50 منخرطا) وهو الحدّ الأدنى الذي درجت الرابطة منذ تأسيها على احترامه.
وقد أكّد الشاكون خلال الحملة الصحفية التي يقومون بها في المدة الأخيرة أنهم قبلوا بالفروع ال24 التي أشرفت عليها الهيئة المديرة بما في ذلك الفروع التي تمّ دمجها والتي صدرت بشأنها أحكام قضائية واعتبروا ذلك تنازلا منهم، ولكنّهم في نفس الوقت يتحفّظون شديد التحفّظ على دمج بعض الفروع الأخرى (الحمامات – نابل والقصرينسبيطلة) وهنا يلاحظ أن الفروع ال 24 ليست متجانسة كما يريد أن يوهم بذلك الشاكون، كما أنّ الفروع التي تمّ دمجها هي فروع تبيّن أنّ أغلب منخرطيها من المتعاطفين مع "الطيف الديمقراطي المتنوع" وليسوا من المتعاطفين مع التيّار السياسي الذي ينتمي إليه الشاكون، ممّا يعني أنّ هؤلاء لا يعارضون في تقليص عدد المنتمين إلى هذا "الطيف الديمقراطي" داخل المؤتمر من خلال عملية دمج الفروع ولكنّهم بالمقابل يتشبّثون بالترفيع في عدد المنتمين إلى تيّارهم السياسي بالإكثار من عدد الفروع المراد إعادة مؤتمراتها والحصول في هيئة كلّ فرع منها على عدد مشط من الأعضاء متخلّين في نفس الوقت عمّا تمّ الاتفاق عليه منذ البداية وتمّ تأكيده كتابيّا من ضرورة اعتماد الوفاق الرابطي في كلّ مراحل العملية المؤدّية إلى المؤتمر.
وقد عقدت جلسة للحوار الرابطي مساء يوم 20 ماي الماضي تمّ خلالها إحراز تقدّم ملحوظ دوّن صلب محضر جلسة حرّره وأمضاه الأستاذ عبد الوهاب الباهي نصّ خاصة على "السعي إلى إعادة مؤتمرات الفروع المتبقية (ستّة: منفلوري – السيجومي – الكافتطاويننابل الحمامات – القصرين سبيطلة) بهيئات وفاقية يتمّ تحديد التفاصيل بشأنها لاحقا" و"قبول مبدأ دمج فرعي الحمامات ونابل وكذلك سبيطلة والقصرين بعد الاجتماع معهم وموافقة أغلبيتهم" إلخ.
وقد أتى قبول الشاكين "لإعادة عقد مؤتمرات الفروع المتبقية... بهيئات وفاقية" كتقدّم ملحوظ بعد أن كان الشاكون يصرّون على أنّ الفروع السبعة التي تشكّلت في غياب الهيئة المديرة "لا بدّ أن تقبل هيئاتها كما هي مع إمكانيّة تطعيمها بعنصر أو عنصرين على أقصى تقدير".
وقد سجّل الحاضرون إيجابية العرض الذي قدّم باسم الشاكين غير أنّ لجنة الحوار الرابطي اعترضت على العدد الذي يريد الشاكون الحصول عليه داخل كلّ واحدة من هيئات الفروع المعنية واقترحت أن يتمّ احترام ما تمّ إقراره منذ البداية وهو "الوفاق" علما وأنه لم يدرج في تاريخ الرابطة أن حصلت حساسية سياسية على أكثر من عنصرين من بين أعضاء هيئة الفرع السبعة، وقدمت اللجنة اقتراحا في هذا المعنى رفعت الجلسة على إثره لتمكين الشاكين من التشاور بشأنه.
غير أنّ الأحداث تسارعت في الاتجاه المعاكس ففي حين افترق الطرفان مساء 20 ماي 2010 على نبرة متفائلة وتواعدا على اللّقاء يوم 26 ماي 2010 وحضور من أمكن حضوره من الشاكين للاحتفال من الغد بذكرى تأسيس الرابطة ليتمّ خلال الحفل الإعلان عمّا تم تحقيقه وإبداء التفاؤل بقرب الوصول إلى الحلول التي تعجّل بعقد المؤتمر الوطني، في ذلك الحين يفاجأ الرابطيّون بمنع الاحتفال بهذه الذكرى ومحاصرة المقر المركزي للرابطة ومنع أعضاء هيئات الفروع والرابطيّات والرابطيّون وأصدقاؤهم من الدخول إلى ذلك المقر وهو ما فهم من طرف الكثيرين من على أنه ضربة قاصمة للمسار الحواري، ومع ذلك أقرّت الهيئة المديرة خلال اجتماعيها يومي 21 و25 ماي 2010 على ضرورة تجاوز تلك النكسة على أهمّيتها ومواصلة الحوار للوصول إلى النتيجة المرجوّة وهو عقد المؤتمر الوطني قبل شهر رمضان القادم. ولكن وعند اللّقاء مع ممثّل الشاكين والسيدين عبد الوهاب الباهي ومنصر الرويسي يوم 26 ماي 2010 لاحظت لجنة الحوار الرابطي تراجعا عمّا تمّ الاتفاق عليه وتدوينه خلال جلسة 20 ماي 2010 خاصة بخصوص مسألة "إعادة مؤتمرات الفروع المتبقية (ستّة : منفلوري – السيجومي – الكافتطاويننابل الحمامات – القصرين سبيطلة) بهيئات وفاقية يتمّ تحديد التفاصيل بشأنها لاحقا" كما جاءت حرفيا في اتفاق 20 ماي المشار إليه أعلاه ليتمّ الحديث من جديد عن "التطعيم بواحد أو اثنين دون المسّ بمؤتمرات الفروع التي وقعت وبالهيئات التي تم انتخابها خلالها..." كما جاء على لسان السيد بن يونس نيابة عن الشاكين وقد أكد السيد بن يونس هذا التراجع خلال الندوة الصحفية التي عقدها يوم 3 جوان 2010 فقد قال "إن وفد الهيئة المديرة التفاوضي كان في كل جولة مفاوضات يطالعنا بمطالب جديدة.. بعضها تعجيزي مثلما حصل في الاجتماع الأخير للمفاوضات... إذ حاولوا فرض منطق تعجيزي جديد يتمثل في مطالبتنا بإعادة عقد مؤتمرات الفروع السبعة التي عقدت دون حضور عضو من الهيئة المديرة.. مع اشتراط "تطعيم هيئات أغلبها" ب5 أعضاء تعيّنهم الهيئة المديرة.." (الصباح: الجمعة 4 جوان 2010 ص 6). فهل يمكن مع كل هذا عدم تبيّن من تراجع من الطرفين عن التزاماته المكتوبة ومن يضع شروطا تعجيزية؟
وقد تمسّك ممثل الشاكين خلال الاجتماع بأن اقتراحهم بضرورة قبول الهيئات المشكلة في غياب الهيئة المديرة مع إمكانية تطعيمها بواحد أو اثنين على أقصى تقدير تعينهما الهيئة المديرة هو اقتراح نهائي وغير قابل للنقاش قبل أن يغادر الجلسة.
وقد قدمت لجنة الحوار في نهاية اجتماع 26 ماي اقتراحا اعتقدنا لحين أنه نال استحسان السيّدين الباهي والرويسي ويتمثل في قبول تشكيل هيئات وفاقية تعكس التنوّع الرابطي، ولكن ممثل الشاكين لم يردّ على المقترح بعد أن أبلغه به رئيس الرابطة وأعلن رفضه عبر وسائل الإعلام !
والهيئة المديرة التي عملت بكل حزم خلال الأشهر الماضية على طمأنة الشاكين خاصة مؤكدة التزامها بالوفاق في كل مراحل إعداد المؤتمر الوطني انتهاء بانتخاب هيئة مديرة تمثل فيها الحساسية التجمّعية عبّرت للشاكين وللسيدين الباهي والرويسي أن إصرار الشاكين على زيادة عدد الفروع التي يريدون الحصول عليها وعلى أعداد كبيرة من بين أعضاء هيئات فروعها لا يعكس إلا إرادة واضحة في تقوية حضور الحساسية التي يمثلونها في مسعى قد يفضي إلى الإخلال بموازين القوى لصالح هذه الحساسية داخل المؤتمر الوطني بما يمثل تهديدا خطيرا لاستقلالية الرابطة. وبصرف النظر عن عدد ممثلي هذه الحساسية داخل كل واحدة من هيئات الفروع المراد إعادتها فإن العقلية التي تقود الشاكين تتناقض تماما مع رغبة الهيئة المديرة في إنجاح المسار المفضي إلى عقد المؤتمر الوطني باعتماد التمشي الوفاقي في كل المراحل بدءا بمؤتمرات الفروع التي لم تتمّ، وانتهاء بانتخاب الهيئة المديرة بنفس الطريقة الوفاقية المتحدث عنها. فلا يمكن لحساسية ما الاستئثار بالفروع المتبقية ثم المطالبة بمؤتمر وطني وفاقي.
وبعد ما أطلقه الشاكون وكذلك السيدان الباهي والرويسي من تصريحات متشائمة ورفض ممثل الشاكين حتى الجلوس مع رئيس الرابطة للتداول في مقترح الهيئة المديرة الأخير والتهديد بتنصيب حارس قضائي على الرابطة ،فإن الهيئة المديرة تتساءل، عمّا إذا كانت السلطة تراجعت عمّا أعلن سابقا من عزم على المساعدة على الخروج من الأزمة عبر الحوار وبطريقة وفاقية؟ والهيئة المديرة تجدد من ناحيتها التأكيد على الالتزام بهذا التمشي وتطلب من الشاكين التحلي بنفس الحرص والعمل على ترميم الثقة بين الرابطيين وتعزيزها بخطوات ثابتة والابتعاد عن منطق التهديد بالقوة من خلال التلويح ب"اللجوء إلى القضاء" والإسراع باستئناف الحوار والتخلي عن كل الأحكام التي استصدروها منذ المؤتمر الخامس وإلى الآن.
كما تطالب السلطة برفع الحصار المضروب على المقر المركزي ومقرات هيئات الفروع حتى يتمكن كل الرابطيّين من التحاور فيما بينهم لبناء الوفاق الذي يقتنع به الجميع ويؤدي بهم إلى نهاية أزمة طالت أكثر من اللزوم ودون سبب وجيه.
تونس في 12 جوان 2010
عن الهيئة المديرة
الرئيس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.