التونسية (تونس) تهاطلت مؤخرا الأمطار في أغلب جهات البلاد بكميات كبيرة تسببت في بعض الأحيان في فيضان بعض الأودية وغمر المياه لمناطق سكنية. وعلى الرغم من إيجابية الغيث وتأثيره على الموسم الفلاحي الجديد واستبشار الفلاحين والمزارعين به فإن معضلة الاستعدادات لمجابهة موسم الأمطار من طرف الجهات المعنية والرسمية تظل مطروحة باستمرار. وفي هذا الإطار كشفت مصادر من وزارة التجهيز والبيئة ل «لتونسية» خطة عمل الوزارة لمجابهة الأمطار والأعمال التحضيرية التي قامت بها في المدة الأخيرة وقالت أن مصالح إدارات التجهيز تمكنت خلال الاشهر الثمانية الأولى من هذا العام من جهر وتنظيف حوالي 400 كلم من القنوات بمختلف الأحجام والأودية والمجاري الفرعية التي لها علاقة بمنشآت الحماية باعتبار التدخل المتكرر في البعض منها وصيانة وترميم ما يقارب 70 منشأة. كما تم إنجاز أشغال الصيانة عن طريق المقاولات المختصة بعد القيام بالمناقصات اللازمة، وان الإدارة تدخلت أيضا مباشرة بمعداتها وآلياتها في بعض المواقع وذلك بصفة دورية، وأن هذه التدخلات شملت عديد المدن من خلال استغلال الموارد البشرية والوسائل المادية المتوفرة بثلاثة مراكز بكل من رواد بأريانة ونابلوصفاقس. وأضافت ذات المصادر أنه يتم التدخل ايضا في منشآت الحماية من الفيضانات عن طريق المقاولات وانه خلال السداسي الأول من هذه السنة تم إبرام صفقة إطارية لصيانة منشآت الحماية بولاية صفاقس كما تواصل إنجاز أشغال صفقات أبرمت سنة 2012 وتخص مدن ولاية تطاوين وولايتي قفصة وسيدي بوزيد الى جانب صفقة إطارية لصيانة المنشآت بولاية نابل. وقد تبين من خلال التساقطات الأخيرة التي عرفتها عديد الجهات وآخرها تلك التي سُجلت يوم 3 سبتمبر الجاري أن هذه المنشآت قد أدت دورها بكل من مدن ولايات قبلي وتوزر وقابس وقفصةوصفاقسونابل وسليانة. هذا وقد تم رصد 4.2 م.د خلال السنة الحالية لأشغال الصيانة وفي هذا الإطار يتم حاليا إبرام 6 صفقات إطارية لصيانة منشآت حماية المدن من الفيضانات بكل من الكاف وسليانة وتونس ومنوبة وبن عروس وأريانة وزغوان ونابل وسوسة والمنستير والقيروان والمهدية. و من المؤمل أن تنطلق الأشغال موضوع هذه الصفقات قبل موفى الشهر الحالي وستمكن من صيانة وجهر حوالي 500 كلم من المنشآت في السنة. كما سيتم قبل موفى الشهر الحالي الإعلان عن طلب عروض لصيانة منشآت الحماية بكل من مدن ولايات مدنين وقابس والقصرين وجندوبة. وأكدت مصادرنا أن الأضرار التي تحصل جراء التساقطات العنيفة تهم خاصة الانجراف السطحي والفتحات التي قد تحدث للحواجز الترابية وركود المياه حذو المنشآت والتشققات في مستوى المنشآت المشيدة بالحجارة أو الخرسانة المسلحة التي تتضرر أسسها بمفعول الزمن وكذلك الترسبات التي تحصل على طول القنوات خاصة المغطاة منها، هذه الأضرار يتعين إصلاحها في أقصر الآجال وكذلك رفع الترسبات وفي كل الحالات قبل موسم الأمطار لتتمكن المنشآت المائية من أداء دورها على أحسن ما يرام. وفي هذا الإطار تقوم الإدارة بوضع برامج سنوية لصيانة وتعهد هذه المنشآت يتم الانطلاق في تنفيذها منذ بداية السنة وتأخذ بعين الاعتبار تحضيرات موسم الأمطار وتتمثل أساسا في تعهد المنشآت المختلفة بالصيانة اللازمة والإسراع في معالجة ما قد يطرأ عليها من خلل واستكمال بعض المنشآت القديمة بأعمال إضافية تزيد في نجاعتها، و الحملات الدورية والاستثنائية لجهر المجاري وتنظيفها ورفع الأتربة والأوحال التي تتراكم بعد سيلان المياه. علاوة على تقليع الأعشاب وجهر الأودية التي لها صلة بمنشآت الحماية مع تعديل وتوسيع مجاريها لضمان سيلان المياه وإزالة فواضل البناء وفي بعض الأحيان الفواضل المنزلية الملقاة داخل أو حذو منشآت الحماية.