تحت شعار «مسيرة الحرية» واستجابة لدعوة وجهتها النقابة الوطنية للصحفيين على خلفية صدور بطاقة إيداع بالسجن في حق زياد الهاني خرج عديد الصحفيين في مسيرة غاضبة انطلقت من أمام قصر العدالة في اتجاه ساحة القصبة بمشاركة عدد من الحقوقيين والسياسيين ومكونات المجتمع المدني. وقد رفعت المسيرة شعارات مطالبة بتكريس حرية الاعلام وارساء إعلام وطني عمومي محايد ومستقل لا يخضع لأية سلطة سياسية سواء كانت من اليمين أو من اليسار. كما عبر المحتجون عن مساندتهم المطلقة للزميل زياد الهاني وتنديدهم بسياسة المحاصرة التي تنتهجها الحكومة «لتدجين الاعلام وادخاله الى بيت الطاعة النهضوي» مؤكدين أن حرية الاعلام وحرية الكلمة مكسب ثوري لا تراجع عنه وأن كل محاولات التركيع لن تجدي نفعا مع الصحفيين المتمسكين بضرورة استقلالية قطاعهم عن كل تجاذب سياسي أو حزبي. وأكدت نجيبة الحمروني رئيسة النقابة الوطنية للصحفيين أن النقابة ستتصدى لكل الممارسات التي من شأنها المساس بحرية الاعلام مضيفة أن اعلاميي تونس لم يخرجوا أمس للمطالبة بالترفيع في الأجور بل دفاعا عن استقلالية قطاعهم وايضا دفاعا عن استقلال السلطة القضائية حسب قولها. مساع لإفشال الإضراب وعن الاضراب الذي ينفذه قطاع الاعلام اليوم بينت الحمروني أن هناك مساع من الإذاعة الوطنية لتغيير الصحفيين الذين لديهم برامج إذاعية اليوم بهدف افشال الإضراب العام موضحة أن النقابة ستتصدى لهذه الممارسات وستقوم بتسجيل الأسماء وفق كلامها. الإعلام لن يدخل بيت الطاعة وجوه سياسية عديدة حضرت أمس مسيرة الصحفيين مثل مية الجريبي و أحمد الصديق وعصام الشابي وخميس قسيلة واياد الدهماني وغيرهم. وفي هذا الاطار قال عصام الشابي القيادي في «الحزب الجمهوري» والنائب المستقيل من المجلس التأسيسي ل«التونسية» ان «حرية التعبير هي أهم مكسب ثوري تحقق للتونسيين وجب المحافظة عليه» مبينا أنه كغيره من السياسيين حضر لمساندة الاعلاميين في تصديهم للهجمة الممنهجة عليهم من قبل حكومة «الترويكا» ومن ورائها حركة «النهضة» قصد اسكات اصواتهم وادخالهم بيت الطاعة على حدّ تعبيره مضيفا أنه لا سبيل الى اعادة حرية الاعلام الى الوراء مؤكدا أن سجن زياد الهاني أظهر مرة أخرى سعي الحكومة المحموم لمحاصرة الإعلام و تركيعه وأنه دليل آخر على اخفاق الحكومة التام في كل المجالات مشددا على أنه على حكومة في سجلها كل هذا الاخفاق تقديم استقالتها فورا وفق تعبيره. تضامن مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الجمهوري اشارت بدورها الى أن استجابة السياسيين والاعلاميين والحقوقيين لدعوة النقابة الوطنية للصحفيين أكدت أمس تضامن المجتمع المدني والسياسي من أجل حرية الاعلام واستقلالية القضاء كدعامة للديمقراطية حسب كلامها. نقابة الصحفيين تدفع الكفالة وزياد الهاني حرّ تكفلت نقابة الصحفيين بدفع الكفالة المادية المقدرة ب2000 دينار حسب ما أكده محامي زياد الهاني ليغادر هذا الأخير سجن المرناقية أمس حوالي الساعة الواحدة بعد الزوال. حرية الاعلام انتصرت والمعركة متواصلة و في أول تصريح له مباشرة بعد مغادرته قضبان سجن «المرناقية» أكد زياد الهاني أن «يوم أمس هو يوم انتصار حرية الاعلام بامتياز بعد أن ارادوه يوما أسود بالزج بالصحفيين في السجون لغاية تركيعهم» مؤكدا أن الصحفيين «تحدوا كل محاولات التدجين وخصوصا سياسة استسهال الرمي بهم في السجون» مضيفا ان «حرية الاعلام انتصرت وأن المعركة متواصلة دفاعا عن استقلالية القطاع والكلمة الحرة». التحاق زياد الهاني بالقصبة ومباشرة بعد خروجه من السجن التحق الهاني بساحة القصبة لمساندة الصحفيين في وقفتهم الاحتجاجية اين استقبل بحرارة ورفع على الأعناق وسط هتافات زملائه: «الحرية الحرية للصحافة التونسية» و «لا خوف لا رعب السلطة ملك الشعب» إضافة الى النشيد الوطني وغيرها. إطلاق سراح الكلمة واستقالة الحكومة شعارات عديدة رفعت أمس في مسيرة «الحرية» ووقفة التنديد بتدخل السياسة في قطاع الاعلام مطالبة بإطلاق سراح الكلمة الحرة ووضع حد لممارسات التضييق على الصحفيين والمبدعين والنقابيين وسجنهم اضافة الى ضمان حرية التعبير و ضمان استقلالية القضاء عن السلطة السياسية كما رفعت شعارات مناوئة للحزب الحاكم ومطالبة بحل الحكومة. سنيا البرينصي