التونسية (صفاقس) الهادي القمري شاعر تونسي من مواليد 19 ماي 1967 بجزيرة قرقنة له العديد من التجارب الشعرية والبرامج الإذاعية والتلفزية مثل «رحيق الليل» و«محاكمات أدبية» بإذاعة صفاقس و«سفير الليل» بقناة أبو ظبي و«ضيف ومطارحات» بقناة تلفزة تونس 1 كما أن له مجموعة من الدواوين مثل «حشاد أنشودة الأمل أو أنشودة الدم» و«أنا وجرحي والأمل» و«أطيل الوقوف على رغوة للذهول» كما كان أول شاعر عربي ينال لقب «أمير الحبّ» في مسابقة الشعراء بأبوظبي سنة 2007. «التونسية» التقته فكان معه الحوار التالي: كنت أول شاعر عربي ينال لقب «أمير الحب». فماذا تقول عن هذا التتويج؟ هي نافذة للمسار الصحيح والقويم مع العلم أن هذه المسابقة هي أكبر مسابقة في العالم للعدد الكبير من الشعراء المشاركين والذين وصل عددهم إلى 6876 شاعرا من كل أنحاء العالم. لقد كنت خجولا في هذه المسابقة الكبرى وشاركت بعديد النصوص وبعد أخذ ورد ومدّ وجزر وبعد أكثر من 8 مرات من السفر نلت لقب «أمير الحب» ولقد ظلمت في عهد الطاغية ولم ترسل لي أية إرسالية من تونس ولكن لا بأس «تلك الأيام نداولها بين الناس» فلقد سافرت إلى جميع أنحاء العالم والبلدان العربية وبعيدا عن الغرور لقد شددت الجمهور شدا قويا. ما رأيك في المشهد الثقافي الحالي بالبلاد؟ لا هو حي ولا هو ميت إنه يحتضر وهذا الربيع العربي هو أحمر بدماء الشهداء وبعصارة المبدعين والرسامين والشعراء والفنانين وأنا بدوري أعاني في هذا الزمن لأن الثقافة أصبحت بضاعة كاسدة. الشابي هو الشاعر الوحيد في تونس الذي بقي اسمه خالدا بالرغم من وجود رموز شعرية قادرة على البروز والتجاوز فما سر ذلك؟ الحقيقة أن الشابي ليس أفضل شاعر في تونس وحتى عندما كتب «إرادة الحياة» فهي مأخوذة من عباس محمود العقاد... ما قام به الشابي هو قولبتها كشاعر ولكني أرى منور صمادح الذي أخمدت أنفاسه يقول « اثنان في بلدي قد خيبا أملي الصدق في القول والإخلاص في العمل» لدينا منصف الوهايبي وخالد الوغلاني والمرحوم محمد البقلوطي هذه أسماء لم تلق الصدى مثل الشابي بسبب شهرته في المشرق لأنه جاء في زمن غير زماننا. هل تتفاءل بوجود براعم شابة في الشعر؟ كثير من الشعراء لم أقتنع بهم.. لا بد من الإطلاع على قصائد النثر والإيقاع والكلاسيكية لا أرى بصراحة أي شاعر أقنعني إلا القلة أمثال الصليعي والوهايبي ... يجب أن نفهم أنّ الشعر مأساة أو لا يكون وهذا هو الشعار لولادة الشعراء والأدباء لأن الأدب مأساة أو لا يكون كما قال المسعدي. قبل الثورة كنا نسمع بشعراء 7 نوفمبر وشعراء البلاط وشعراء بن علي وبعد الثورة لم تتلاش هذه الظاهرة بل انتشرت واستفحلت في الوسط الثقافي من خلال تحزب الشعراء فقد أصبح بعضهم أبواقا للعديد من الأحزاب السياسية فما رأيك؟ كل شاعر ينساق وراء التحزب أراه تافها... الشاعر هو وطن هو عالم هو مجرة لا بد من فصل الإبداع عن الكراسي لا بد من التأسيس لحديقة جميلة نجد فيها الوردة الجميلة ونجد فيه حب الرمان والجلنار والبلبل الصداح من أجل هذا الفن. لقد كان هؤلاء الشعراء يتحدثون عن 7 نوفمبر والآن يتحدثون عن «النهضة» وحتى لو جاء حمة الهمامي سيتحدثون عن نيتشه وماركس... أنا أرفضهم ولا أعتبرهم شعراء فالشاعر مهيأ للقتل... للاعتقال... للموت... للنفي... الشاعر الصحيح هو الذي لا يكتب قصيدته إلا من دمه وماء فؤاده دعنا من الكراسي وأصحاب الأحزاب. أصبح الإعلام سمة بارزة في تونس من خلال العدد الهائل من الشبكات الإعلامية... أنت كإعلامي مارست هذه المهنة لسنوات كيف تقيمه؟ هو مشهد هزلي صحيح أعطونا الحرية ولكننا لا نعرف استغلالها ... أصبح الإعلام كابوسا لقد سئم الناس المنابر السياسية... لا بد من وجود إعلام داخلي في وعينا يجب غسل الأدمغة لأن التاريخ سيلغينا يوما إن لم نؤسس لإعلام نزيه ما جديدك؟ أنا بصدد كتابة مجموعة شعرية «أفسدني هذا المساء» عنوان غريب فمثلا إذا أتيتني أنت إلى المنزل وتسهر معي ثم تذهب إلى حال سبيلك فأنت أفسدت مسائي فيجب علي أن أرقعه بقصيدة أو أغنية أو سماع آية من القرآن.