سجلت الجلسة المسائية للحوار الوطني بإشراف الرباعي الراعي للحوار، امضاء الاحزاب السياسية على وثيقة خارطة الطريق التي تمت المطالبة بها منذ ليلة أول أمس بشدة، وقد ارتقى ممثلو الاحزاب تباعا على المنصة للإمضاء على الوثيقة.. ومباشرة اثر، إمضاء راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» على وثيقة الخارطة تمّ تسليمها إلى حسين العباسي رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل الذي غادر المنصّة عقب قراءته لما خطه الغنوشي على الوثيقة إلى إحدى القاعات المجاورة قبل أن يلتحق به راشد الغنوشي مرفوقا بالامين العام للحركة حمادي الجبالي ،قبل ان يلتحق بهم العميد فاضل محفوظ ، فما سرّ هذا اللّقاء الانفرادي خلال جلسة الامضاء على الوثيقة وماذا خطّ الغنوشي على وثيقة خارطة الطريق؟ . ومن جهة اخرى ومثلما كان متوقعا فقد امتنع حزب «المؤتمر» ممثلا في امينه العام عماد الدايمي عن الامضاء على الوثيقة، معللا ذلك لرفض الحزب للإملاءات والضغوط التي تسلط في آخر لحظة والتي لم تكن من بين بنود التحاور، مفيدا بأن الاحزاب وحزبه تحديدا قدّم تنازلات عديدة من اجل مصلحة تونس وانجاح الحوار الوطني..مشيرا الى انه سيعود بالوثيقة الى قواعده للتحاور والاستشارة، في حين قال عبد الوهاب معطّر أن إمضاء حزب «المؤتمر» لن يكون قبل انتهاء المؤتمر . الجلسة المسائية سجلت بدورها المفاجأة من خلال اعضاء «تيار المحبة» او ما يعرف سابقا بتيار «العريضة الشعبية»، حيث احتج ايمن الزواغي نائب المجلس الوطني التأسيسي على حرمان الاتحاد العام التونسي وبقية المنظمات الراعية للحوار ل «تيار المحبة» من اخذ الكلمة، وصرّح الزواغي الذي كان متأثرا حد البكاء بعد تجاذبات كلامية على المنصة مع الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل بأن ما وقع يدخل في اطار سياسة الاقصاء والتهميش التي تمارس على التيار، واضاف: «هل يعقل ان تمنح «الجبهة الشعبية» ممثلة في حمة الهمامي الكلمة والحال انه لم يحز على ثقة الشعب في انتخابات اكتوبر..كان أولى منح «تيار المحبة» الكلمة.. وكان على حمة الهمامي التنازل عن الكلمة وتقديم تيارنا..» من جانبه أوضح حسين العباسي الامين العام لاتحاد الشغل، حقيقة ما حصل حيث افاد انه تم الاتفاق على فسح المجال امام 4 اشخاص للتداول على الكلمات واحد عن «الترويكا» وواحد عن «جبهة الانقاذ» وآخر عن «الجبهة الشعبية» وشخص رابع يتحدث باسم بقية التيارات والاحزاب وتم التوافق على اسم محمد الحامدي غير أن ذلك لم يرق ل «تيار المحبة».