التونسية (تونس) ستنظر إحدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس في بداية شهر نوفمبر في جريمة قتل تورط فيها شخص عمد إلى الاعتداء بالعنف الشديد على الضحية حتى أزهق روحه وقد قضى في شانه ابتدائيا بالسجن مدى الحياة. وترجع وقائع هذه القضية إلى أواخر شهر أكتوبر 2012 عندما تلقت السلط الأمنية إعلاما من احد المستشفيات بالعاصمة يفيد قبوله شاب تعرض إلى إصابة بواسطة آلة حادة وقد فارق الحياة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للاعتداء الذي تعرض له-رغم محاولات إنقاذه حيث خضع لعمليتين جراحيتين - والذي أدى إلى إصابته بنزيف داخلي وخارجي. وبعد إجراء المعاينات الميدانية على جثة الهالك من قبل ممثل النيابة العمومية وحاكم التحقيق أذن بعرضها على الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة في ما عهد لفرقة الأبحاث العدلية بالبحث في ملابسات الجريمة. وبسماع أقوال شقيق الهالك ذكر انه في يوم الواقعة بينما كان بالمنزل سمع ضوضاء مصدرها الجاني الذي كان مخمورا ويتلفظ بصوت مرتفع ألفاظ منافية للأخلاق فخرج إليه وطلب منه الكف عن ذلك ومغادرة المكان فنشبت بينهما خصومة تولى الاجوار فضها وانصرف كل في حال سيبله وظن أن الأمور قد انتهت عند هذا الحد في ما بقي شقيقه (الضحية) في الخارج فاعترضه الجاني ونشبت بينهما مناوشة كلامية. وبحكم حالة السكر المطبق التي كان عليها الجاني توجه إلى منزله وتسلح بسكين وفي غفلة من الضحية سدد له طعنة وفرّ من المكان وعندما سمع شقيق الضحية صراخا خرج لاستجلاء الأمر فوجد شقيقه ينزف وبحالة إغماء فاستنجد ببقية أفراد أسرته وقاموا بنقله على جناح السرعة الى أحد المستشفيات بالعاصمة أين خضع لعمليتين جراحيتين لم تشفعا له ففارق الحياة . وبعد تمشيط مسرح الجريمة والاحواز القريبة منها تمكن أعوان الأمن من إلقاء القبض على المظنون فيه. وبالتحري معه اعترف بما نسب إليه وذكر انه في يوم الجريمة توجه لحضور حفل زفاف حيث أطنب في شرب الخمر وعند مغادرته الحفل لم يجد دراجته النارية التي تركها بالطريق فبدأ يبحث عنها وسط الحي وأثناء رحلة البحث التقى الضحية فنشبت بينهما مناوشة تحولت إلى معركة أحس أنها ليست في صالحه فانسحب من المكان وتوجه إلى محل سكناه وتسلح بسكين وطعنه به دون أن يضمر قتله . وبعد ختم الأبحاث أحيل المتهم على أنظار القضاء بتهمة القتل العمد وأثناء المحاكمة أعاد أقواله السابقة. أما الدفاع فقد طلب من هيئة المحكمة التخفيف عنه قدر الإمكان وذلك لأنه إبان الواقعة لم يكن في وعيه ولم يقدّر خطورة ما أقدم عليه. وبعد المفاوضة قضت المحكمة بالحكم المذكور أعلاه فتم استئناف الحكم وستنظر محكمة الاستئناف مجددا في القضية .