نال شاب 15 سنة سجنا بعد أن أدانته دائرة الاستئناف الجنائي في الكاف مؤخرا بجريمة الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه موت خصمه خلال الصائفة الماضية في سيدي عمار (فرنانة) دون قصد قتله. وكان المتهم قد أكّد أن الهالك قد اعترض سبيله صحبة شقيقه وعمد الى الاعتداء عليه بواسطة عصا غليظة وسكين فحاول الدفاع عن نفسه بواسطة سكين دون أن يقصد ازهاق روحه، واعترف بأنه سدد له عدّة طعنات بأنحاء مختلفة من جسده، فارق على اثرها الحياة، فاعتبرت الدائرة الجنائية بالكاف فعلته من قبيل القتل العمد المجرد وقضت بسجنه (ابتدائيا) مدة 30 سنة لكن دائرة الاستئناف الجنائي غيرت نص الادانة واعتبرت تصرف المتهم من قبيل الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه الموت دون قصد القتل على معنى أحكام الفصل 208، فقرة أولى وقضت بسجنه مدّة 15 سنة. وكان البحث في الجريمة انطلق في شهر أوت من السنة الماضية لما وردت معلومة على مركز الحرس بفرنانة، مفادها قبول جثة شاب بمستشفى الجهة، فتحول أعوان الحرس مرفوقين بممثل النيابة العمومية حيث عاينوا جثة الشاب كما وجدوا المظنون فيه بالمستشفى بصدد تلقي بعض الاسعافات على مستوى معصم يده بسبب اصابة حادة تلقاها من الهالك اثر تبادل العنف. وبالتحرير على المظنون فيه اعترف بطعنه المتضرر دون قصد ازهاق روحه وأوضح أنه حضر حفل زفاف أحد أبناء منطقته الكائنة بدوار سيدي عمار من معتمدية فرنانة، أثناء الليلة الفاصلة بين يومي 3 و4 أوت من سنة 2009 وأثناء الحفل احتسى بعض المشروبات الكحولية وفي الساعة الثانية بعد منتصف الليل قفل عائدا الى مقر سكناه غير بعيد عن مكان حفل الزفاف، وفي طريقه وردت عليه مكالمة من زوج شقيقته أعلمه فيها بأن الهالك صحبة شقيقه سيعترضان سبيله لتعنيفه. وجاء في تصريحات المشبوه فيه أنه لم يكد ينهي المكالمة، حتى برز له الهالك (33 سنة) صحبة شقيقه وتوجها نحوه بعبارات السب والشتم وعمد الهالك الى الاعتداء عليه بعصا غليظة فدخل معه في عراك تبادلا فيه العنف الشديد. وذكر المظنون فيه أن الهالك كان يحمل سكينا وهو ما دفع به الى اخراج سكين من بين طيات ثيابه والاعتداء بها على خصمه مسدّدا له عدّة طعنات، وأفاد بأنه تلقى طعنة على مستوى يده دخل بعدها في غيبوبة. وأفاد بأنه لم يقصد إزهاق روح ضحيته وانما طعنه 12 طعنة تحت مفعول السكر في محاولة للدفاع عن نفسه. كما أكد بأن السكين التي استعملها في طعن الضحية كان قد استعملها أثناء الحفل في فتح قوارير الخمر ولم يحملها للاعتداء بها على خصمه وأكّد المتهم أنه اختلف مع ضحيته قبل الواقعة بيومين، وقد رافع عنه محاميه أمس الاول أمام دائرة الاستئناف الجنائي، وأفاد بأن تهمة القتل العمد غير متوفرة الاركان والشروط وأن موكله لم يترصد الضحية وانما العكس هو الذي حصل، لا سيما وأن الهالك هو الذي اعترض سبيل موكله وحاول قتله. وقد قضت دائرة الاستئناف الجنائي بسجن المتهم مدّة 15 سنة بعد ادانته بجريمة الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه الموت دون قصد القتل.