نشرت الكاتبة والمفكرة ألفة يوسف إصدارا فايسبوكيا جديدا على صفحتها الرسمية جاء فيه : «أحد الأصدقاء طرح على صفحته سؤالا ذكيا: ما مصلحة «النهضة» من هذا الوضع الأمني غير المستقر ومن هذا الإرهاب الجاثم بالقوة، ألا يريدون أن ينجحوا في مهامهم؟ لكن، في هذا السؤال مشكل، إذ ما مصلحة حكومة «النهضة» من توفير كل منابع الإرهاب ومن السكوت على الجماعات المسلحة،لا ننسى رياضيي الشعانبي، وعدم تحييد المساجد بل دعوة وزير الشؤون الدينية إلى الجهاد في سوريا، بل معاقبة الأمنيين الذين قاوموا الإرهاب منذ شهور بالنقل التعسفية الخ...كيف نفسر هذا؟ نقدم تفسيرا ممكنا، ولكم التعديل والإضافة: كل الإسلاميين سواء، هدفهم في الأصل تحقيق «دولة» الشريعة. ولكن الواقع العالمي وتسويق الولاياتالمتحدة للإسلاميين والديمقراطية (لأسباب تعرفونها ليس هذا مجالها) جعلهم يعودون إلى أسلوبهم القديم: التقية أو مرحلة التمكن، أي حكومة توهم ظاهرا بالديمقراطية، وجماعات مسلحة تجهز نفسها حتى افتكاك الحكم بعد السيطرة على مفاصل الدولة، ولا ننسى التسميات الموالية، ولا ننسى كلام رشيد عمار عن الانقلاب على الدولة. ولكن بحكم «خروج» بعض الأمنيين عن التعليمات وتضييق الخناق على الجناح المسلح أو الإرهابيين، إضافة إلى مساهمة الجزائر العسكرية، إضافة إلى تغير المشروع الأمريكي في المنطقة بسبب الفشل في سوريا، تغيرت الأوضاع. خروج الإرهابيين اليوم سابق لأوان تخطيطهم، هم مضطرون إليه. لا تنسوا أنهم بين مطرقة الحوار الوطني والخروج السلمي من الحكم من جهة وسندان تراجع شعبيتهم لدى الناس عموما... في كلمتين: صحيح أن المشروع كان تحويل حركة «النهضة» وتقديمها كحركة ديمقراطية، لكن ضغط قواعد «النهضة» المتشددة والمتعطشة للسلطة وصمود المجتمع المدني وتغير الوضع الاستراتيجي الدولي، كل ذلك جعل قناع الديمقراطية الزائف يسقط لتظهر تحته الحركة الفاشية كما عرفناها منذ الثمانينات...».