التونسية (تونس) النصف الثاني من شهر اكتوبر المنقضي أشّر الى ما يشبه الفترة الاحمائية من خلال قيام تلاميذ الاعداديات والمعاهد الثانوية ببعض فروض المراقبة في شتى المواد التعليميّة في نسق يرتفع شيئا فشيئا ليأخذ مساره المستقيم بعد منعرج عطلة منتصف الثلاثي الاول ورأس السنة الهجرية اذ يعود التلاميذ الى اقسامهم بكل همة وعزم مدركين ان الحديد يُطرق وهو سخان وأن احلى البدايات تمهّد لخاتمة عنوانها التميّز والتألق والنجاح. والعودة ستقترن حتما بالدروس النظرية والتطبيقية والاختبارات الشفوية وفروض المراقبة وكلّها تفتح الأبواب على مصراعيها لبداية «الأسبوع المفتوح» وبعده «الأسبوع المغلق» لندرك جيدا ان الامور تسير بسرعة البرق ولا مكان من اليوم الا للمثابرة والانضباط والاجتهاد والتركيز والحفظ والمراجعة بين الفصل والمنزل اين تتفاعل العائلة مع ابنائها التلاميذ وتوفر لهم جوا ملائما للعمل الجادّ كمن يحرث ويبذر ثم ينتظر الحصاد باعتبار ان الثلاثية الاولى وهي تداهمنا ستنتهي حتما بمعدّل عام يؤشر الى مستوى التلميذ ويكشف عن مستقبله.. فكل من تحصل على معدل ممتاز او قريب من الحسن سترتفع معنوياته ويجد لديه سندا معنويا يفسح له العمل بكل ارتياح وانشراح وعكس هذا سيجد المتعثرون من لم يتحصلوا على معدلات محترمة واعدادا مرضية انفسهم أمام واجب مضاعفة الجهد ومجابهة الوقت لأن العثرة الاولى ستعقد الامور حتما وتضع التلميذ المتأخر امام مسؤولياته وخاصة امام مطلب الاسرة التي ترغب في النجاح مقابل شقائها وتعبها خاصة ان العائلة التونسية تراهن كثيرا على التعليم وترى في ابنائها التلاميذ رأس مالها الثمين. دعوة من الآن الى كل تلاميذ المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية الى ضبط النفس وشد الاحزمة والتأهب الى اجتياز المطبات والحواجز من اجل حصد احسن الاعداد ونيل اكبر المعدلات... كما ان ابناء المدارس الابتدائية يسيرون عبر الاسابيع من النظري والتطبيقي الى امتحانات الثلاثي الاول لنفهم جيدا ان شهر نوفمبر الحالي لديهم هو مرحلة العمل ولا شيء اخر غير العمل في خانة الحفظ والانجاز الكتابي في كل المواد الادبية والعلمية في انتظار معدل على قدر البذل والعطاء.