يعتبر حيّ السعادة من أكبر الأحياء بجهة حاجب العيون.ويشهد هذا الحي منذ قرابة الأسبوع حركية ملحوظة بتعمد البعض من متساكنيه القيام بحفر أسس بناءات جديدة دون الحصول على رخصة في ذلك من المصالح البلدية وسريعا ما تحوّل الحي إلى مقاسم حسب رغبات المواطنين دون مراعاة للشروط الفنية والرجوع إلى الأجهزة الإدارية المختصة . «التونسية» تنقلت إلى حي السعادة حيث وقفنا على العديد من عمليات الحفر العشوائي وفي محاولة للوقوف عند أسباب هذا الزحف على المساحات البيضاء تحدث إلينا في البدء سعيد البوعلاقي أحد متساكني الحي الذي استهل حديثه بالقول « ما يلزك على المرّ كان اللّي أمرّمنو» وأضاف بالقول نحن عرش أولاد بوعلاق نقطن بهذا الحي منذ قرابة النصف قرن تحديدا حيث ساعدنا في الاستقرار به المرحوم علي الزواوي بصفته الممثل القانوني لبلدية حاجب العيون آنذاك ولكن بمرور الزمن تضاعفت أعداد المتساكنين من مختلف الجهات الأخرى وبالتالي أصبحنا اليوم أقلية أمام الأغلبية الأخرى التي نالت أكثر من نصيبها من هذا الحي المترامي الأطراف . ويحدث ذلك في الوقت الذين نعيش فيه نحن على إيقاع الخصاصة والحرمان والاكتظاظ داخل المسكن الواحد واستشهد على ذلك بقوله انه يعيش في غرفة وحيدة مع سبعة أبناء يزاولون تعليمهم بمختلف المراحلة التعليمية بما في ذلك فتاة تدرس بالتعليم العالي كثيرا ما يجد نفسه مضطرا لإخلاء الغرفة حتى يتمكنوا من مراجعة دروسهم في محيط تغيب عنه مختلف مكونات الحياة البشرية. كما تحدثت عيدة البوعلاقي قائلة «طالما أنه فوق الأرض هناك من يستحق الحياة فنحن كذلك لا خيار لنا اليوم سوى الموت أو الحياة فوق هذه الأرض التي شهدت ميلادنا وصراعنا المرير مع الخبز اليومي» وأعربت عن استعداد الجميع لشراء قطع من هذه الأرض ولكن بشرط مراعاة الأسعار والتقسيط المريح عند الدفع باعتبار أنّ أغلبية المتساكنين من الفئة الاجتماعية المعدمة الدخل. الصحبي الرابحي كاتب عام بلدية حاجب العيون أكد ل« التونسية» على ضرورة عودة الجميع إلى الرشد من خلال احترام القانون وليس بتعمد البناء الفوضوي في ارض هي ملك الجهاز البلدي خاصة أن ذلك حدث في أرض يوجد بها البعض من المقاسم الشاغرة والصالحة للبناء سوف يتمّ التفويت فيها من قبل البلدية وفق التراتيب الجاري بها العمل على اثر الحصول على تقرير اختبار من وزارة املاك الدولة باعتبارها الجهاز الوحيد المرخص له بتقييم ثمن الأرض محلّ النزاع . وأضاف أنه على اثر ما حصل قامت بلدية المكان بإعلام كل من رئيس المركز الجهوي للشرطة البلدية بالقيروان ورئيس منطقة الأمن العمومي بالقيروان ورئيس مركز الشرطة بحاجب العيون وذلك بهدف القيام بالمعاينات اللازمة حتى يتسنى لرئيس النيابة الخصوصية اتخاذ قرارات هدم في الغرض . لذلك يبقى الحلّ الوحيد يكمن في الجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض بين كلّ من رئيس بلدية حاجب العيون وممثلين عن هذا الحي لدراسة السبل الكفيلة بحلّ هذا الإشكال الحاصل .