احيت صباح اليوم عائلة شهيد الامن الملازم الأول محمود الفرشيشي اربعينيته بمقر سكناه الكائن بمنطقة "عروسة" التابعة لولاية سليانة في جو طغى عليه الحزن و الاسى, مؤكدة ان الفقيد قدم نفسه فداء للوطن و انقذ العشرات بفضل تفطنه للمجموعة الارهابية التي كانت تنوي تنفيذ مجزرة بحق اهالي منطقة قبلاط التابعة لولاية باجة. و عبرت العائلة عن بالغ فخرها و اعتزازها بفقيد تونس الذي استشهد أثناء تأدية واجبه الوطني جراء العملية الارهابية الغادرة, معربين عن استيائهم الكبير من عدم ايلاء السلط المعنية أي اهمية لهذه المناسبة مؤكدين انها ليست مسالة شخصية و انما تهم كافة التونسيين خاصة في ظل الوضع الذي تعيشه البلاد, و توجهوا بانتقادات الى الحكومة الحالية التي مرت على الحدث ( الاربعينية ) مرور الكرام, كما انتقدوا حملات التشويه التي استهدفت الشهيد بعد العملية الارهابية . و تقدمت العائلة بتحية اكبار و اجلال الى قوات الامن و الجيش و الحرس الوطني و كافة الاسلاك الامنية نظرا لما تبذله هذه الوحدات من مجهودات جبارة في سبيل مناعة و عزة الوطن, متمنين من الله ان لا يعيد مثل تلك الاحداث الماساوية التي عاشتها بلادنا منذ مدة . لا مكان للارهاب في تونس و في هذا الاطار اكدت والدة الشهيد ان ابنها لم يمت وهي تهم بتقبيل صورة عملاقة وضعت ببهو المنزل,قائلة:" لماذا لا تكلمني يا ابني..." مشيرة الى ان جرحها لا زال ينزف و لم يندمل بعد, فيما اكد بقية افراد العائلة على ضرورة تصدي الحكومة للعصابات الارهابية التي تتربص ببلادنا مطالبين بتفعيل قانون الارهاب و تمكين اعوان الامن من التجهيزات الضرورية لمجابهة الارهاب في احسن الظروف و تجنب سقوط شهداء اخرين, مشددين على انه لا مكان للارهاب في بلاد الاعتدال و الوسطية,و تمنى صهر الفرشيشي عدم تكرار مثل تلك الحوادث الماساوية التي تحسرت على ابنها, و دعا للشعب التونسي ان يعيش سالما امنا في وطنه الحبيب. اما زوجة الشهيد فقد اكدت انها لم تتحصل على التعويضات التي كان قد اعلن عنها في وقت سابق, مضيفة انها لم تتلقى سوى 800 دينارا في الاونة الاخيرة, مشيرة الى ان خزائن الارض لا تعوضها عن زوجها الذي طالته يد الغدر, وطالبت بتعويضها معنويا بعد فقدانها لزوجها. و اوضح عدد من افراد عائلة الشهيد انهم تقدموا بطلب الى السلط المعنية بغية بحث امكانية تشغيل ابنة الفقيد التي تمر بظروف نفسية صعبة بعد استشهاد والدها,اما ابنه فعبر عن تحسره بعد فقدانه والده الذي كان القلب النابض للمنزل مشيرا الى انه سيضطر الى تحمل اعباء اعالة عائلته وهو في سن مبكرة . و من جهة اخرى عبر عبد الباسط المحواشي المنسق المحلي لحركة نداء تونس بالعروسة التابعة لولاية سليانة الذي قدم لمشاركة العائلة اربعينية الشهيد و تقديم التعازي لها,محملا بصورة عملاقة للشهيد,عن اسفه الشديد لما حل بعائلات الامنيين الشهداء من حزن و ماساة التي تركت اثرا سلبيا عن صورة تونس,منتقدا ما اسماه سياسة اللامبالاة التي تنتهجها الحكومة بحق عائلات شهداء الامن خاصة في ظل الوضع الذي تمر به تونس, و تعهد المحواشي باقامة ضريح كبير للشهيد يليق بما قدمه للوطن . منتصر الاسودي