من المزمع أن تنظر إحدى الدوائر الجناحية بمحكمة الاستئناف بتونس في بداية شهر ديسمبر في قضية عقوق تورط فيها شاب عمد إلى الاعتداء بالعنف اللفظي والمادي على والدته. وقد قضي في شأنه ابتدائيا بالسجن مدة 8اشهر بعد أن تمسكت والدته بتتبعه عدليا من اجل ما نسب اليه وقد استأنف المتهم الحكم الصادر ضده أملا في التخفيف من العقوبة وان تراعي المحكمة مستقبله الدراسي المهدد بالضياع . وللتذكير فان التحريات في هذه القضية بدأت على اثر شكاية تقدمت بها امرأة الى السلط الأمنية في شهر جانفي2013 أفادت ضمنها انه بعد وفاة زوجها انكبت على رعاية أبنائها وتفانت في أداء واجبها تجاههم ولم تتذمر يوما من المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها غير انه بعد سنوات من الكفاح أعرب احد أقربائها عن رغبته في الاقتران بها وأنه فاتحها في الأمر فخيرت اخذ مهلة للتفكير بجدية في الموضوع لكن في إحدى المرات واثناء تجاذب أطراف الحديث مع شقيقتها تناهى الحديث إلى ابنها الذي كان في غرفته وبمجرد أن غادرت خالته المنزل توجه نحو والدته وهو في قمة الغضب واستفسرها عن الموضوع فأعلمته انه مجرد عرض فعاتبها لأنها نسيت والده الذي لم يبخل على أسرته بأي شيء إلى أن فارقته المنية. واضافت المرأة انه منذ ذلك اليوم اصبح ابنها يراقب تحركاتها وانه كان يظن خروجها لقضاء بعض الشؤون فرصة للقاء «حبيبها» الجديد مشيرة الى انها تخاصمت مع ولدها مرارا وطلبت منه احترامها وعدم التدخل في حياتها وأنه سيقتل كل من يحاول أو يفكر في الارتباط بها وان حالته النفسية تدهورت وان نتائجه الدراسية تراجعت واصبح يغادر البيت ويعود في ساعة متأخرة من الليل ثملا. وقالت الأمّ أنها لما عاتبته على ذلك باعتباره ابنها الوحيد وسندها لم يصغ للومها وتمادى في غيه وفي يوم الواقعة عاد الابن مخمورا للمنزل فجددت والدته لومه على تصرفاته ونشبت بينهما مناوشة كلامية تحدى خلالها الابن كل الحدود وتلفظ نحو والدته بألفاظ منافية للأخلاق واحتد النقاش سريعا فعمد الابن الى دفع والدته أرضا وانهال عليها ضربا وتوعدها بتحويل حياتها الى جحيم ان هي اقدمت على الزواج. وأمام هذه التصرفات قررت الأم التقدم بشكاية ضد ابنها طالبة تتبعه عدليا من اجل ما نسب اليه فتم إلقاء القبض عليه. وباستنطاقه اعترف بما اقترفه وعبر عن ندمه وطلب العفو وأكد انه لم يكن في وعيه زمن الاعتداء كما برر فعله بحالته النفسية الصعبة عندما علم أن والدته التي يحبها كثيرا ولا يرى حياته من دونها ستتزوج مشيرا الى انه لا يتصور أن يحل رجل اخر محل والده في المنزل . وبعد ختم الأبحاث أحيل المتهم على أنظار إحدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس. وأثناء المحاكمة أعاد هذا الاخير اقواله السابقة وطلب من هيئة المحكمة التخفيف عنه قدر الإمكان ومراعاة الظروف الحافة بالواقعة ,أما الدفاع فقد التمس من المحكمة أن تراعي حالة موكله النفسية الصعبة بعد وفاة والده لتعلقه الشديد به. المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجن المتهم مدة ثمانية اشهر وقد استأنف المتهم الحكم الصادر ضده ومن المنتظر أن يمثل أمام أنظار إحدى الدوائر الجناحية الاستئنافية في مطلع شهر ديسمبر .