أقل ما يقال عن المردود الذي قدمه الترجي الرياضي أمس الأول ضد شبيبة القيروان هو أنه كان هزيلا ولا يتماشى واسم وحجم النادي ولا طموحاته المتمثلة في حصد الإنتصارات واللعب من أجل الألقاب مع الإقناع في الآداء، آداء أبناء باب سويقة رافقته بل ميّزته العديد من النقائص والسلبيات المختلفة النواحي والمستويات وفي مقدمتها الوجه الفردي في مردود كل لاعب... البطء والثقل في التحرك والتنقل على الميدان وكذلك في حبك العمليات الهجومية وتبادل الكرة شكلا نقطة الضعف الأساسية في آداء الأحمر والأصفر وهو ما أثر على المستوى وكذلك الخطورة على دفاع المنافس والنجاعة أمام المرمى فلا يمكن مباغتة الفريق المقابل بدون سرعة في الهجومات والتمريرات وتغيير في النسق في المنطقة الأخيرة لدفاع المنافس وهذا ما نقص الترجي الرياضي أمام الشبيبة هذا فضلا عن الفرص السانحة للتهديف الضائعة وخاصة سوء التعامل والتصرف مع الكرات أمام الشباك سواء على مستوى التمريرة الحاسمة أو اللسمة الأخيرة... إذا وبتجمع هذه العوامل عجز فريق باب سويقة على تحقيق انتصار سهل أو مقنع على الشبيبة وكاد أن يتقاسم النقاط مع ضيفه لولا هدف الذوادي في الوقت بدل الضائع الذي منح ثلاث نقاط ثمينة اعتقد الترجيون أنهم أهدروها وخسروا بسببها طليعة الترتيب. البدلاء عجزوا عن تعويض زملائهم إلى جانب البطء الكبير الذي كان له الأثر السلبي على مردود كل لاعب ومن ثمة على الآداء الجماعي للفريق فإن العامل الآخر الذي زاد الطين بلة وساهم بقسط كبير في تدني المستوى يكمن في عجز البدلاء على حسن تعويض زملائهم الغائبين ممن تعودوا اللعب كأساسيين في اللقاءات الأخيرة... إيهاب المباركي لم ينجح في تعويض سامح الدربالي ولم يقم بالدور المطلوب منه كلاعب منتدب حديثا من المفروض أن يستغل مثل هذه الفرص للبروز وافتكاك مكانه في الفريق الأول وإثبات جدارته بالإنتماء إلى ناد كبير اسمه الترجي الرياضي... الدرّاجي الذي ما يزال يخضع إلى عمل بدني لتهيئته لبلوغ مستوى بقية المجموعة لم يصل بعد إلى مستواه الحقيقي ولم يوفق في تعويض المساكني الذي لم يستحق أمس الأول البقاء على بنك الإحتياطيين وكان من الأجدر أن يستمر الإطار الفني في التعويل عليه من البداية ... تراوي من جهته وبحكم غيابه الطويل عن الميادين بسبب الإصابة لم يبلغ بعد مستواه المعهود الذي يسمح له بأن يكون حاليا في الفريق الأول ويحتاج إلى بعض الوقت للعودة إلى سالف آدائه وكان من المفروض إقحام آفول من البداية لحسم النتيجة مبكرا وبسهولة ثم القيام بالتغييرات لتهيئة بقية اللاعبين وتعوديهم على نسق المقابلات. أين الروح ؟ الأدهى والأمر من محدودية إمكانيات البعض وعدم بلوغ البعض الآخر مستواهم المعهود هو غياب الروح لدى فئة من اللاعبين وعدم إزعاج أنفسهم بمضاعفة المجهودات والبذل والعطاء والتحلي بالسرعة للتفوق في بعض الحوارات الثنائية أو لتغيير النسق قصد مباغتة المنافس... هذه الفئة التي يترأسها يانيك نجانغ لا تبذل أي مجهود إضافي للفريق وللمجموعة ولا تقلق نفسها بقطع ولو بعض الأمتار للحصول على الكرة بل هي موجودة لتسجيل الحضور ولهف الأموال، وهي أموال «غير محللة» لأن هذه المجموعة تكمل المباراة بدون قطرة عرق من مجهود مفيد للفريق... والسؤال المطروح هنا هو هل أن هؤلاء اللاعبين لا رغبة لهم في اللعب مع الترجي الرياضي وتقمص زيه؟ ... إن كان الأمر كذلك على الدنيا السلام . راحة أمس وحصتان اليوم نأتي الآن إلى البرنامج التحضيري لهذا الأسبوع والخاص بدربي العاصمة لنشير إلى أن اللاعبين الأساسيين الذين خاضوا مباراة أمس الأول ضد الشبيبة خضعوا مباشرة بعد نهاية اللقاء بملعب المنزه إلى حصة لإزالة الإرهاق قبل أن يركنوا كامل يوم أمس إلى الراحة على أن يستأنفوا العمل اليوم بحصتين تدريبيتين سيكون خلالهما العمل متنوعا ومركزا أساسا على الجانب البدني... انطلاقا من يوم غد وإلى غاية يوم الجمعة يخضع اللاعبون إلى ثلاث حصص تدريبية بمعدل حصة واحدة في اليوم مع تركيز العمل على الناحية التكتيكية لوضع الخطة التي سيتبعها الفريق أمام الجار.