صحيح أن الكرة الأرضية لن تتوقف عن الدوران بانسحاب الترجي الرياضي من كأس رابطة الأبطال ، وصحيح أيضا أن مسيرة فريق باب سويقة ستتواصل بشكل طبيعي وعادي للعب الأدوار الأولى مستقبلا على مختلف الأصعدة والمستويات لكن الثابت والأكيد كذلك أن ناديا كبيرا كالترجي الرياضي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينزل على المستوى الأدنى المطلوب وأن تكون سلبياته ونقائصه أكبر من إيجابياته ونقاط قوته وهنا يكمن الداء الحقيقي الذي عانى منه الأحمر والأصفر في مباراة أمس الأول ضد أورلندو بيراتس الجنوب إفريقي حيث قدم الفريق مستوى متواضعا من كل النواحي أكد مع الأسف الشديد أن الترجي الرياضي لا يملك مقومات البطل على الصعيد القاري ولا يمكنه التطلع إلى التتويج بهذا اللقب وهذه هي الحقيقة التي كانت واضحة على مستطيل ملعب رادس طوال تسعين دقيقة تعد الأسوأ في المشوار القاري للفريق خلال هذه السنة... هذه الحقيقة لا بد أن يتقبلها ويعترف بها الترجيون دون فلسفة أو تحاليل وتبريرات ، ونقطة وارجع إلى السطر. «شيء ما مشى» دفاعا وهجوما وفي وسط الميدان « شيء ما مشى» في الترجي الرياضي أمس الأول ... هذا هو الحكم الأول على آداء فريق باب سويقة في أهم لقاء قاري له هذه السنة ، فلا الدفاع ولا الهجوم ولا وسط الميدان قام بدوره ولو بالحد الأدنى المطلوب ... الفرص الخطيرة السانحة للتهديف كانت جلها لفائدة الضيوف أمام خط خلفي منحل وسهل الإختراق وهذا غريب في لقاء يجريه الترجي الرياضي على أرضه وأمام جمهوره وكان من المفروض أن يكون خلاله المبادر بالهجوم وصاحب الفرص الخطيرة وفي هذا الصدد نؤكد أن أبناء باب سويقة مروا بجانب هزيمة ثقيلة تاريخية كانت ستهدم كل ما بناه الفريق لبلوغ المكانة التي يحتلها على الصعيد القاري... على مستوى وسط الميدان كان الخلل كبيرا الشيء الذي أفشل آداء هذا الخط في الدورين الدفاعي والهجومي ، فلا افتكاك للكرة في هذه المنطقة بدليل توغل المنافس بسهولة في دفاع الترجي الرياضي ، ولا عمليات صحيحة لتصعيد الكرة بالشكل المطلوب بدليل غياب التمريرات المتتالية التي تبنى الهجومات المنظمة والمركزة وهذا العامل هو الذي جعل الخطورة منعدمة تماما أمام مرمى الفريق الجنوب إفريقي حيث وباستثناء لقطة الهدف فإن الترجي الرياضي عجز عن تهديد مرمى حارس أورلندو ولو في مناسبة واحدة... إذن وأمام هذا الفشل الجماعي لم يكن بإمكان الترجي الرياضي خوض المباراة التي كانت مطلوبة منه ولا اجتياز عقبة بطل جنوب إفريقيا بسلام وكانت النتيجة الحاصلة عادية لمردود الفريق في مختلف الخطوط التي انهارت أمام منافس كان أفضل على كل المستويات ولم يسرق تأهله إلى الدور النهائي. النسق البطيء زاد الطين بلة المشكل الثاني الذي كانت واضحة معاناة كل لاعبي الترجي الرياضي منه هو النسق البطيء الذي اتسمت به تحركاتهم وبالتالي آداؤهم وتعاملهم الدفاعي والهجومي طوال المباراة لكن الأمر والأدهى من ذلك هو عدم القدرة على تغيير هذا النسق في الفترات اللازمة، لقد كان الترجيون عاجزين عن تغيير النسق عند الحاجة واللعب بسرعة تسمح لهم بالتفوق على منافسهم... ذلك النسق الذي لعب به الترجيون مباراة أمس الأول لا يسمن ولا يغني من جوع أمام منافس جاهز بدنيا نجح في استغلال تفوقه من هذه الناحية وفرض نسقه على أبناء باب سويقة الذين عجزوا على مجاراته فكانت مجريات المباراة نتيجة طبيعية لهذا الفارق الكبير والواضح على المستوى البدني... صحيح أن البطولة في جنوب إفريقيا مرت منها عدة جولات مكنت ممثلها من بلوغ نسق قوي أحدث به الفارق أول أمس وصحيح أن الترجي الرياضي يشكو من قلة المقابلات للإرتقاء بمستواه إلى أعلى الدرجات التي تسمح له باللعب الند للند مع الفرق الأخرى في رابطة الأبطال لكن ما لا يجب أن ننساه هو أن تدارك هذا النقص البدني بعوامل أخرى يمكن أن تشكل البدائل لتحقيق النجاح كان مفقودا ولم يجد الترجي الرياضي الحلول الكفيلة للتفوق في نقطة ما على هذا المنافس. أين إضافة ركائز الفريق؟ من بين الحلول التي كان بإمكان الترجي الرياضي تدارك تأخره البدني على المنافس بها والتغلب بفضلها على غياب النسق لديه الفرديات أو بالأحرى الإنجازات الفردية لركائزه وخاصة الهجومية منها ، فباستثناء توغل البلايلي الذي كان وراء هدف التعادل الذي اختطفه المساكني فإن المجهودات الفردية للاعبين كانت معدومة تماما ولم يقدر أحد من ركائز الفريق على صنع الفارق وتحمل المسؤولية في مباراة كان فيها الفشل عاما وكبيرا... لقد كان الأمل كبيرا على الثنائي أسامة الدراجي ويانيك نجانغ في صنع الفارق وإحداث التفوق بإنجاز شخصي لكن خاب ظن كل من علق أمله في هذين اللاعبين مع الأسف الشديد بل إن الكامروني كان من أبرز أسباب الفشل والإنسحاب بعجزه على القيام بدوره وهو الذي أهدر فرصة في لقاء الذهاب كانت ستغير مباراة العودة وبالتالي مصير التأهل رأسا على عقب... البلايلي هو الآخر لم يقدم المردود المنتظر منه خصوصا وأنه يعد من أبرز العناصر القادرة على إحداث الفارق بإنجاز فردي وكان من المفروض في مباراة مصيرية كهذه أن تكون توغلاته كالتي أفرزت الهدف عديدة ومتتالية... مرة أخرى نقول ونؤكد أن آفول لم يعد قادرا على إضافة أي شيء للترجي الرياضي وهذه هي سنة الحياة فقد قدم الغاني الكثير لفريق باب سويقة على امتداد سنوات ولم يعد قادرا الآن على الإفادة وهذا عادي وطبيعي وحان الوقت بالتالي للقيام بالتعويض في هذا الصدد. « ثورة» ضرورية ... وشبان منتخب الأصاغر أول الأساسيين مستقبلا الخلل العام والكبير الذي ظهر عليه الترجي الرياضي أمس الأول يضع الترجيين أمام حل واحد لا ثاني له وهو إحداث ثورة كبيرة في المجموعة للتخلص من بعض الوجوه والأسماء التي تأكد للمرة الألف عجزها على الإفادة أو تقديم شيء ما للفريق... لا فائدة في ذكر الأسماء لأن المسؤولين يدركون جيدا من هو قادر على الإفادة من عدمها ويعلمون كذلك أن التغييرات على مستوى الأجانب تفرض نفسها بشدة وسرعة وأن الفرصة للشبان أصبحت ضرورية وفي مقدمتهم عناصر منتخب الأصاغر الذين ما انفكوا يظهرون في كل المناسبات سعة مستواهم وإمكانياتهم الكبيرة وقدرتهم على أخذ المشعل وتحمل المسؤولية في أكابر فريق الترجي الرياضي... في النهاية نعيد ونكرر أن مسيرة شيخ الأندية التونسية متواصلة رغم الخيبة وأن قدر الترجي الرياضي يحتم عليه النهوض بالسرعة والقوة اللتين عودنا بهما في الماضي وهذه هي أبرز نقاط قوة الأحمر والأصفر الذي لم يكن هذه السنة في مستوى الآمال قاريا وهذا مالا يجب الجهر به وعدم البحث عن التبريرات له.