التونسية لم تأت رياح الفيفا مثلما كانت تشتهيه نفس وديع الجريء حيث قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال اجتماعه صبيحة الأمس رفض الاحتراز الذي تقدمت به الجامعة التونسية لكرة القدم بسبب مشاركة ثنائي المنتخب الكاميروني وأقرّت بالتالي النتيجة الحاصلة على أرضية الميدان وترشيح منتخب الأسود التي لا تروّض إلى مونديال البرازيل ليتبخّر ما تبقى من بصيص الأمل وينتهي حلم الجمهور التونسي في بلوغ شواطئ البرازيل عند هذا الحدّ... حقيقة لم نكن نستحق الوصول إلى المونديال وهذا مفهوم بالنظر إلى المردود الذي قدمه المنتخب على امتداد التصفيات وكذلك الطريقة التي بلغنا من خلالها مرحلة الباراج لذلك لا يجب أن نعلّق فشلنا على شماعة الفيفا وقانون القوي والضعيف فالمنتخب التونسي مكانه الطبيعي الصفّ الثاني ولا يحق له حاليا بهذه التوليفة والتركيبة والأداء أن يكون ضمن عمالقة اللعبة رغم أنّ الحلم كان كبيرا وجميعنا ترقب القرار على أحرّ من الجمر وبالتالي لم يكن هناك أيّ موجب للتخفي وراء أدوار بطولة زائفة فكأس العالم حلم العالم كما عهدناه دائما... قد يكون الحلم انتهى في ذهن الكثيرين ما عدا وديع الجريء وركبه الذين مازالوا يؤمنون بزمن المعجزات والدرس على ما يبدو في قاموس وديع الجريء مازال يحمل في طياته فصولا وفصولا لا أوّل ولا آخر لها في ظلّ الأخبار القادمة إلينا والتي تؤكدّ أن الجامعة التونسية ماضية في تظلمها وقد تقدم خلال اجتماعها المرتقب على الطعن في قرار الفيفا لدى محكمة التحكيم الرياضي على أمل أن تنصفهم وتبطل قرار الفيفا رغم أنّ الأمل يكاد يكون شبه معدوم إن لم يكن ضربا من ضروب المستحيل... وحتى يستفيق الجريء من نومة الهناء التي تنتابه من حين لآخر علينا أن نطوي صفحة المونديال ونرمي ملفّه جانبا وأن نفكرّ في ماهو آت فالفشل لم يكن وليد اللحظة أو الصدفة بل هو نتاج تراكمات لسياسات متعاقبة حكمت على كرتنا بالتعاقد مع الخيبات والنكسات...علينا التفكير في ماهو آت وفي قادم الاستحقاقات بالاتعاظ من دروس وأخطاء الماضي وما جنته علينا فلسفة الأحلاف والأكتاف... المكتب الجامعي فشل فشلا ذريعا وهذا الاستنتاج لا يتطلب كثيرا من الاجتهاد وأصل الطبّ هو الكيّ وحتى نقضي على أًصل الداء علينا البدء باستحضار وصفة الدواء والتي لن تكون حتما سوى باستئصال الجريء ومن معه...هكذا اتّفق معشر الأطباء وأنت دكتور يا سي وديع تعي جيّدا ما نقول وتعرف مكامن الداء...