*مراكش- من موفدنا الخاص- مالك السعيد فاجأ مهرجان مراكش السينمائي جمهوره بحضور "الزعيم"عادل إمام، الذي يظل رغم كل التحفظات حول مواقفه السياسية أحد نجوم السينما المصرية دون منازع، فأفلامه ومسلسلاته في السنوات الأخيرة رغم "سذاجتها" (فرقة ناجي عطا الله ثمّ العرّاف) تحتل المراتب الأولى في نسب المشاهدة وتتسابق الفضائيات لاقتنائها بأسعار فلكية، حلّ إذن ركب عادل إمام بعيدا عن أنظار الصحافيين وصخبهم حتى أن دليل المهرجان لم يشر لدعوته وكذلك موقع المهرجان على الأنترنت واكتفى مخرج حفل الإفتتاح الذي نقلته القناة المغربية الأولى بلقطة وحيدة يظهر فيها عادل إمام بشكل جانبي، وقد كان "الزعيم" مصحوبا بالممثلة يسرا التي تعتبر صديقة المغرب السينمائي وإلى جانبهما عزت العلايلي الذي زار المغرب قبل سنوات لتقديم درس في السينما في إطار مهرجان طنجة للفيلم المتوسطي القصير، بطبيعة الحال لا يحضر أي سينمائي تونسي مهرجان مراكش ولا نظن أن القائمين على الشأن الثقافي في بلادنا منشغلون كثيرا إن حضرت افلامنا أو غاب سينمائيونا... شهد افتتاح المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تكريم شارون ستون من طرف رئيس لجنة تحكيم المهرجان المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي الذي تحدث بشغف عن ممثلة كانت نجمة احد اهم افلامه"كازينو" قبل سنوات رفقة روبير دي نيرو ، قال سكورسيزي إنه يفرق بين الشهرة والنجومية وإن شارون ستون نجمة سينمائية حقيقية، وواصل كلمته المكثفة بالإشارة إلى الناقد الفرنسي رولان بارت (ولا نظن الإشارة من باب الصدفة فرولان بارت نفسه عرف المغرب وعاش فيه سنتين مدرسا في جامعة محمد الخامس في الرباط ولكنه عرف أيضا مدنا اخرى كالجديدة وأصيلة وفاس والدار البيضاء وطنجةومراكش وأغادير) في إطار نص شهير كتبه الناقد وعالم السيميولوجيا عن وجه النجمة السينمائية السويدية "غريتا غاربو" بين فيه كيف ان هذا الوجه مرتبط ببعد الجمال المثالي الذي لا شيء يتزحزح فيه، جمال لا نستطيع لا الوصول إليه ولا مغادرته، يذكر أن غريتا لاغاربو توقفت عن التمثيل سنة 1942 وهي في قمة نجاحها وإعتزلت الحياة العامة حتى وفاتها سنة 1990 . أما شارون ستون فتحدثت عن المغرب الذي تعده بلدا رمزا للسلام والأمن في المنطقة وعبرت عن سعادتها بتكريمها في بلد مسلم، تذكرت لحظتها كيف عجزت أيام قرطاج السينمائية بقيادة الدكتور محمد المديوني السنة الماضية في تأمين تذاكر سفر الممثل الأمريكي داني غلوفر الذي رحّب بفكرة المشاركة في مهرجاننا السينمائي وهو الأول عربيا وإفريقيا... وأعترف لكم أني لست من المعجبين كثيرا بمهرجان مراكش لسبب رئيسي يتعلق بالتفرقة الملحوظة بين الأجانب من أوروبيين وغيرهم وبين الضيوف العرب، وهي تفرقة لم أجد لها مبررا وحيد ليطمئن بالي، ونحن نسأل وزارة الثقافة مادامت متشبثة بتنظيم المهرجانات وستبعث وكالة متخصصة في تنظيمها لماذا لا تفكر في بعث مهرجان سينمائي يمكنه إستقطاب كبار المنتجين السينمائيين في العالم كما يفعل أشقاؤنا المغاربة خاصة وأن إقبال المنتجين العالميين فتر تجاه الوجهة التونسية نظرا إلى الوضع الأمني غير المستقر الذي تمر به تونس ، ويمكن للمنتج طارق بن عمار إن فتح قلبه لزملائه المنتجين ونظروا جميعا نحو هدف موحد هو مصلحة تونس أن يكون له دور فاعل في مهرجان سينمائي جديد يجمع بين الفرجة والإستعراض والأعمال ليواصل مهرجان أيام قرطاج السينمائية دوره النضالي كدأبه منذ ولد منتصف الستينات من القرن الماضي...