قدم حزب الوطنيّين الديمقراطيّين الموحّد نتائج أشغال اللجنة المركزية في دورتها الثانية تحت شعار «يلزمنا ناقفوا لتونس» المنعقدة بنزل إبن خلدون بالعاصمة,والتي ناقشت عديد المواضيع ذات الصلة بالشأن السياسي والوطني على غرار مجريات الحوار الوطني المعلق وبحث امكانية العودة الى طاولة الحوار من عدمه, كما تم التباحث في مسائل تخص البيت الداخلي ل«الوطد» وهياكله . وفي هذا الصدد اكد «زياد الاخضر» الامين العام لحزب الديمقراطيين الوطنيين الموحد ل «التونسية» ان الدورة الثانية حملت شعار «يلزمنا ناقفوا لتونس» وهو ما نطق به المرحوم «شكري بلعيد» ليلة اغتياله,مضيفا انه شعار سياسي يراد من ورائه انقاذ تونس من المخاطر التي تتهددها من عنف وارهاب وانتشالها من الازمة الاقتصادية الخانقة والابحار بها الى شاطئ الامان. لا نقبل ان يتواصل حكم «النهضة» من وراء ستار وابرز الاخضر ان حزبه ملتزم بضرورة تجنيب تونس الانزلاق في دوامة العنف والارهاب الذي يتهددها,مضيفا : «هذا لا يتم الا على قاعدة توحيد الصف الديمقراطي والتقدمي والعمل على تجميع ابناء الشعب الواحد على قاعدة النضال المدني السلمي الجماهيري الواسع باعتباره الضامن الوحيد حتى لا نجد انفسنا في بوتقة العنف ولكي لا نذهب في خيارات اخرى لعل واحد منها يذكرنا بما حصل في 7 نوفمبر 1987 الذي عانت منه تونس طيلة 23 سنة...وان شاء الله لا نذهب لهذا,ولذلك نحن نؤكد على ضرورة انجاح الحوار بوصفه طوق النجاة الوحيد حتى نضمن التوافق بين «التوانسة» والخروج من الازمة بأيسر السبل...»مشيرا الى انه حان الوقت لكي يكون الرباعي الراعي للحوار,الذي تحلى بصبر ونفس طويلين لانجاح الحوار, دقيقا في اعلان امكانية الذهاب الى جولة جديدة من الحوار او اعلان فشل الحوار الوطني باعتبارها مسألة جوهرية بعد ان ضاع الكثير من الوقت وانتهت المدة التي حددت في خارطة الطريق,معلقا: « كل يوم ينقضي يزيد في تأزيم الاوضاع وتدهور الاقتصاد...اليوم يجب ان نقول للتونسيين هل سينجح الحوار ام سيفشل وعلى الرباعي اعلان هذا,فليحددوا المسؤوليات ونحن في حزبنا وفي «الجبهة الشعبية» لا نرى انفسنا مسؤولين عن افشال او تعطيل الحوار,لقد تعاطينا بجدية عالية وتحلينا بمسؤولية كبيرة وتنازلنا عن مقترحاتنا الاصلية في مناسبتين وقدمنا اسماء ولم تؤخذ بعين الاعتبار وتنازلنا عنها وقبلنا التفاعل مع اسماء اخرى مثل غيرنا من القوى السياسية...»واستطرد: «لا نقبل ان يتواصل حكم «النهضة» من وراء ستار... وكأني بحركة «النهضة» تريد ان تغادر الحكومة ولا تريد مغادرة الحكم,ونحن نقول يجب ان تغادر «النهضة» الجهاز التنفيذي للدولة حفظا لوحدته وحفاظا عليه من عملية تحزيب مفرطة تضع المسار الديمقراطي بأكمله على كف عفريت وتهدده بالفشل, وبهذا المعنى نحن لا نرى انفسنا مسؤولين وانما «الترويكا» الحاكمة وعلى رأسها حركة «النهضة» فهي المسؤولية عن فشل الحوار... ونحن لا نتردّد في قول ذلك صراحة ولدينا الدلائل والقرائن ...» أطراف من الرباعي و«الاتحاد من اجل تونس» اعترضت على جلول عياد وبخصوص رفض «الجبهة الشعبية» لمقترح شخصية «جلول عياد» لتولي رئاسة الحكومة المرتقبة, علق الامين العام لحزب الديمقراطيين الوطنيين الموحد: «اريد ان اقول ان «الجبهة الشعبية» كانت اخر من اعترض على جلول عياد اي اننا لسنا اول من اعترض عليه, بل هناك اطراف داخل «الاتحاد من اجل تونس» واخرى داخل الرباعي الراعي للحوار رفضت شخصية عياد... «الجبهة الشعبية» تفاعلت وكانت في الاستماع الى كل هذه الاعتراضات وكانت لها الجرأة في اعلان موقفها بكل وضوح وقالت لا يمكن ان يكون جلول عياد رئيسا للحكومة المقبلة على قاعدة ما تم تداوله من معطيات في جلسات الحوار والتشاور مع الاطراف السياسية والاطراف الراعية للحوار...» وفي موضوع آخر أدان «زياد الاخضر» الاعتداء الاخير الذي طال مقر «حزب العمال» من قبل مجموعة من الشباب,معتبرا ذلك اعتداء مباشرا على الجبهة الشعبية مضيفا: «نحن ندين الاعتداء على كل مقرات الاحزاب وعندما يتعلق الامر بحليفنا الرئيسي نحن ندين هذا الاعتداء ونعتبره في غير محله وهو اعتداء يستهدف الجبهة الشعبية في حقيقة الامر,وعلى هذا الاساس ندعو جميع الاطراف الى الامتناع عن الاعتداء على المقرات ونرى ان الصراع السياسي في المرحلة الراهنة لا يجب ان يتحول الى صراع بالاذرع خاصة في ظل انتشار الاسلحة والمليشيات...ونحن نعمل على انجاح الحوار لكي لا نذهب اليه ونغلق الباب امام متاهات اخرى حتى لا ننحدر الى بوابة العنف المفتوح...» وعن مدى تاثير هذا الاعتداء على اليسار قال الاخضر: «انه اعتداء يقلق اليسار...نريد يسارا ديمقراطيا ومنفتحا ومدنيا يعزز ثقافة الاختلاف والتعدد ويحفظ حق المواطنين ويحمي الحرمة الجسدية للانسان...»