*من مبعوثنا الخاص إلى مراكش-مالك السعيد دون سابق إعلام غادر عادل إمام مراكش صبيحة الإثنين دون ان يعقد أي لقاء مع الصحافة المعتمدة في المهرجان الدولي للفيلم ، أما يسرا – صديقة المهرجان – فقد لازمت إقامتها بفندق المامونية الساحر بتعلّة أنها تعرضت لنزلة برد، ولذلك فهي لن تلتقي بأي صحفي... الظهور الثاني للنجمين المصريين بعد حفل الإفتتاح كان مساء السبت بمناسبة العشاء الملكي الذي أشرفت عليه للا مريم شقيقة الملك محمد السادس التي نابت الأمير مولاي رشيد رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في الإشراف على هذا العشاء التقليدي بسبب سفر الأمير خارج البلد (في زيارة للولايات المتحدةالأمريكية رفقة الملك) والعشاء الملكي ينتقى خلاله المدعوون من بين ضيوف المهرجان، وتبقى الأولوية بطبيعة الحال لذوي السحنات غير العربية خاصة إذا تعلق الأمر بالصحافيين ، وقد كان في استقبال الأميرة للا مريم فيلق من رجال الدولة من أبرزهم وزراء الاتصال والسياحة والثقافة ، وقد تصدرت صورة الأميرة وهي تصافح عادل إمام وبجانبها المدير العام للمركز السينمائي المغربي نورالدين الصايل النشرية اليومية للمهرجان ليوم الأحد الماضي. وكما سلف ان أشرنا في مقال سابق فإن السينما في المغرب قضية دولة تحظى باهتمام الملك نفسه ، أما حين نترك السينمائيين يواجهون مصيرهم فرادى كاليتامى كما يحدث عندنا فالنتيجة الحتمية أن يفرّ المنتجون الأجانب ويبحثوا عن وجهات أخرى غير بلادنا لتصوير أفلامهم ... *تكريم جوليات بينوش... في قسم التكريمات خصصت سهرة الأحد للممثلة الفرنسية جوليات بينوش التي كانت في غاية التأثر وهي تكشف جانبا من حياتها الشخصية إذ قالت بينوش إن أباها الذي كان نحاتا ولد في المغرب ودرس بمراكش نفسها وإنه تعلم العربية قبل الفرنسية وأضافت النجمة الفرنسية التي فازت بجائزة افضل دور نسائي في اشهر ثلاث مهرجانات دولية "كان" والبندقية وبرلين وأوسكار افضل دور ثانوي وجائزة السيزار لأفضل ممثلة ، أن جدها الذي كان ممثلا هاويا عاش في المغرب ودفن فيها ... *المسيرة ... فيلم فرنسي عن المهاجرين في فرنسا... عرض ظهر يوم الأحد في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش فيلم "المسيرة" للمخرج البلجيكي مكن اصول عربية نبيل بن يادير الفائز بجائزة لجنة التحكيم في مراكش في الدورة الثامنة للمهرجان بفيلم البارونات، يشارك في "المسيرة" المغربي جمال دبوز – الذي حظي بإستقبال لافت في قاعة الوزراء في العرض الأول للفيلم بقصر المؤتمرات بمراكش- والتونسية حفصية حرزي ، واوليفي كورمي وفانسون روتيي ونادر بوصندال ولبنى ازابال... يعود الفيلم إلى سنة 1983 حيث كانت فرنسا تشهد موجة من الأحداث العنصرية المسلطة بشكل خاص على العرب المغاربيين والأفارقة ، وإثر تعرضه لإطلاق رصاص من شرطي كاد يودي بحياته يقرر محمد(الممثل توفيق جلاب) كما ورد اسم الشخصية في الفيلم(الشخصية الواقعية تومي جاعيدة) تنظيم مسيرة من مرسيليا إلى باريس إقتداء بنضال غاندي ومارتن لوتر كينغ وفعلا انطلقت المسيرة في 15 أكتوبر لتصل إلى باريس في 3ديسمبر 1983 وعند وصولها كان عدد المتظاهرين مائة ألف وقد إستقبل الرئيس الفرنسي آنذاك فرنسوا ميتران مجموعة من منظمي المسيرة وقرر الاستجابة لمطلبهم بإسناد بطاقة إقامة للأجانب لمدة عشر سنوات (قانون جويلية 1984) وقد انتظم بباريس مؤخرا لقاء نظمته إحدى الدوريات المهتمة بشؤون المهاجرين بحضور الأعضاء التاريخين لهذه المسيرة في ذكراها الثلاثين على غرار تومي جاعيدة و مريلور ماهي و دانييل دوسمين الذين قدموا شهاداتهم حول هذه الحركة السلمية المؤسسة للنضال من اجل الحقوق السياسية و المدنية و الاجتماعية للمهاجرين وأبنائهم من الجيل الثاني الحاملين للجنسية الفرنسية، و شكلت هذه المسيرة التي انطلقت من مرسيليا يوم 15 أكتوبر سنة 1983 لتنتهي في باريس يوم 3 ديسمبر حدثا مميزا في التاريخ الاجتماعي و السياسي الفرنسي. و تمكنت هذه المسيرة التي نشأت فكرة تنظيمها في ليون بمبادرة من شباب مغاربيين و جزائريين بوجه خاص و مناضلين من اجل الدفاع عن حقوق الإنسان الفرنسية منحدرين من حي مينغات(ليون) من ان تضع المهاجرين من شمال إفريقيا أمام الساحة السياسية و الإعلامية. و عاد تومي جعايدة لهذه المسيرة مطولا إلى الأسباب التي دفعت آلاف الشباب الجزائريين بدعم من جمعيات فرنسية للمبادرة بتنظيم هذه المسيرة. و قد تعرض تومي جعايدة هذا الشاب الجزائري الذي قدم إلى فرنسا خلال سنوات الستينيات و استقر سنة 1971 بحي مينغيت يوم 20 جوان 1983 إلى إصابة في البطن برصاصة أطلقها عليه شرطي. و قال في هذا الصدد إن "هذه المسيرة تعد نتاج شيء صعب و أليم" مضيفا أنها كانت قبل كل شيء "صرخة ثورة غير عنيفة لمعاناة جزء من الشباب المغاربيين المقيمين في ضواحي مفخخة بسبب اللا مساواة و البطالة و الهشاشة و العنصرية". و بدورها أعربت ماريلور ماهي التي شاركت في المسيرة و هي في سن العشرين عن "تأثرها الكبير" عندما لقي توفيق وناس الطفل في التاسعة مصرعه في شهر جويلية 1983 متأثرا برصاصة شرطي في بمرسيليا مضيفة أن "ذلك ما حرك مشاعري خاصة و أنني فهمت أن هذه الجريمة لم تكن إلا واحدة من عشرات الجرائم العنصرية التي كانت تستهدف شباب الأحياء و التي كانت ترتكب في ظروف مماثلة في كل أنحاء فرنسا.