التونسية (تونس) يحبس جانب هام من الشعب أنفاسه اليوم وغدا في انتظار معرفة نتائج ما ستسفر عنه المشاورات الحاصلة حاليا بين المنظمات الراعية للحوار والأحزاب حتى تتوضح الرؤية حول مستقبل تونس وأي مصير ينتظرها. وتفيد مصادرنا داخل الحوار الوطني أن كل السيناريوهات واردة بين النجاح والفشل وان لا شيئا مضمون ولا شيئا واضح بل بينت مصادرنا أن الغموض وغياب الحسم هما السائدان في العملية السياسية الحالية . ويبدو أن الرباعي الراعي للحوار أصيب بخيبة أمل كبيرة في أداء العديد من الأحزاب التي لم تنجح في التغلب على مصالحها الحزبية لتنتصر لبلادها قبل الانتصار للمنطق الحزبي ورفضت التنازل للمصلحة العليا للبلاد ويبدو أن هذا الأمر ينطبق على أغلب الأحزاب «الكبرى» التي آثرت إلى حد الآن مصالح حزبها قبل ما تتطلبه المرحلة من تنازلات . الوضع الحالي غامض بشكل كبير فقد تأتي مفاجأة ويعلن فيها عن رئيس حكومة جديد وذلك اليوم الإثنين أو صباح غد والأمر محسوم بين جلول عياد والعميد شوقي الطبيب وعبد الكريم الزبيدي المقبول من الجميع إلا من المرزوقي، لكن في صورة عدم التوصل إلى اتفاق ورفض منح المنظمات الراعية مسؤولية ترشيح رئيس للحكومة فإن الرباعي سيعلن عن عديد الحقائق التي ستصدم التونسيين حول أداء أحزابهم وغياب تحمل المسؤولية التاريخية في إنقاذ البلاد. وفي صورة فشل الأحزاب سيعلن الرباعي أنه نجح في مهامه بتجميع الأحزاب على طاولة واحدة وان هذا وحده يعد انتصارا ونجاحا بين «الإخوة الأعداء» بسبب تراكمات العداء والتصريحات المتشنجة وان الحوار لم يفشل لكن الأحزاب هي التي فشلت في التحاور مع بعضها البعض بمعنى أنها لم تقبل التحاور الجماعي ولم تقبل بالآخر ولم تخلق مناخ الثقة للتحاور وهذه ثقافة لا بد من مقاومتها. الحقيقة الثانية أن النظام السابق قام بتصحير البلاد من الكفاءات لأن أغلبها تم استقطابها من طرف بن علي وكلما تم التوجه إلى إسم محدد يتم التفطن إلى أنه قد عمل مع بن علي في فترة من الفترات لذلك كان عدد المرشحين لرئاسة الحكومة ضئيلا. حسين العباسي ألمح في تصريحات صحفية قريبة الى ان «قنابل اجتماعية موقوتة» بصدد التضخم في الجهات جراء الغضب الشعبي على الحكومة وعلى أداء السياسيين مشيرا الى انه لا يمكن التوقع في المستقبل بما قد يحصل من اضطرابات جراء هذا الغضب في صورة عدم تطويق الأزمة السياسية تطويقا سريعا. الوضع الحالي في تونس غامض للغاية وقد يجعل المنظمات الراعية للحوار تأخذ بزمام الأمور وتعلن عن حل شامل جديد للازمة دون أن تكون مناصرا لأحد فقد بينت مصادرنا أن المنظمات الراعية للحوار لن تنتصر إلا لتونس لذلك قد يكون الحل في خارطة مستقبل تونس من طرف الرباعي الراعي للحوار يتم التكتم حولها من أجل إنجاح إنجازها .