التونسية (تونس) لم تشهد أمس المشاورات بين المنظمات الراعية للحوار والمعارضة شيئا يذكر سوى حالة إحباط كبيرة لدى جبهة الانقاذ وبقية أحزاب المعارضة التي اعتبرت أن «الترويكا» تحاول ربح الوقت وإضعاف المعارضة وتشتيتها وتقسيمها وتم رسميا رفض مقترحات «الترويكا». الواضح ، مما تحصلت عليه «التونسية»، أن المنظمات الراعية للحوار أصبحت واعية اليوم أن الحوار الوطني متعطل حاليا جراء عدم استعداد لتقديم تنازلات حقيقية لإنقاذ البلاد من أزمة ستكون شاملة بمعنى أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية . ومن المنتظر أن تعلن غدا المنظمات الراعية للحوار عن تعطل الحوار الوطني وستكشف في بيان لها عن حقائق كثيرة تتعلق بأسباب الفشل ومن يتحمل مسؤولية ذلك وكيف الخروج من المأزق. كما سيتم خلال هذا اللقاء الرباعي الإعلان عن عدة خطوات جديدة ستتضمن منحى تصعيديا دفاعا عن مبادرة المنظمات الراعية للحوار ومن أجل تحسيس السياسيين والرأي العام بخطورة الوضع السياسي وما قد يترتّب عنه من أزمات اجتماعية واقتصادية ستؤثر على المواطن التونسي. ومن المنتظر أن يكون يوم غد حاسما بين كافة الأطراف في صورة بروز معطيات جديدة لكن الأقرب للواقع أن المنظمات الراعية للحوار ستتخذ جملة من القرارات وهي أوراق لم تشأ المنظمات الكشف عنها لكن يبدو أن سلطات القرار في اتحاد الشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والهيئة الوطنية للمحامين والرابطة ستجتمع في الساعات القادمة لتحديد الموقف من أجل إصدار بيان شديد اللهجة يقيم ما تم التوصل إليه من نتائج . السيناريوهات المنتظرة أن المنظمات قد تعلن عن تعبئة منخرطيها وهياكلها للقيام بتحركات احتجاجية ضد «الترويكا» وضد الحكومة وقد يتمّ تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية ضد الحكومة. كل هذه السيناريوهات قد تنتهي في صورة بروز مفاجأة في آخر لحظة يتم بموجبها الإعلان عن مفاهمات وعن موعد جديد لاستقالة الحكومة.