اكد نورالدين حشاد نجل الشهيد فرحات حشاد خلال حوار خاص بث على أمواج «اذاعة الشباب» ان الوثائق الرسمية التي تسلمها يوم 15 ماي الفارط من الرئيس الفرنسي «فرنسوا هولاند» غيرت كثيرا في مجرى الابحاث التي يقوم بها منذ 50 سنة حول الكشف عن حقيقة اغتيال والده . وقال نورالدين حشاد: «بعد زيارتنا لضريح الشهيد فرحات حشاد يوم 15 ماي الفارط عند قدوم هولاند في زيارة رسمية الى تونس نظم لقاء ببلدية المكان حضره وزير الخارجية التونسي وبعض مستشاري الرئيس الفرنسي وقد سلمني هولاند الوثائق الرسمية التي تدين الدولة الفرنسية التي خططت ونفذت عملية اغتيال الشهيد يوم 5 ديسمبر 1952 ذلك انها وبناء على تقرير كتب يوم 3 ديسمبرمن نفس السنة ارسلت فريقا من باريس للقيام بهذه المهمة والتي نفذها موظفان تابعان لوزارة الدفاع الفرنسية» . وبرّأ نجل فرحات حشاد الزعيم الراحل بورقيبة من تهمة ضلوعه في اغتيال والده كما نفى وجود «اليد الحمراء» قائلا : « لقد روّجت السلطات الفرنسية لذلك من خلال وثائق مكتوبة حتى تطمس معالم الجريمة التي قامت بها» . كما كشف نور الدين حشاد انه كان مستعدا لفعل أي شيء انتقاما من قاتل والده مشيرا الى انه كان مستعدا لقتل «كولونا» احد المخططين لاغتيال والده قائلا: «لما علمت بامكانية قدوم «كولونا» الى تونس بعد 20 سنة من اغتيال والدي هاتفت عمي واعلمته بالخبر وكنا مستعدين لقتله لو وطأت قدماه مطار تونس». واضاف «لكنه لم يأت». وبخصوص حادثة الاغتيال التي لم تفارق مخيلته بالرغم من صغر سنه ومروره ببعض الحالات العصيبة قال حشاد الابن : «كم من مرة اردت التخلص من ذكرى 5ديسمبر لكنني لم اقدر... كم من مرة احتجت الى طبيب نفسي لكني كنت رافضا لذلك مع احترامي لكل اساتذة وعلماءالنفس». واضاف : «كنت على يقين انني لوتركت نفسي بين ايديهم لما استطعت مواصلة حياتي بكل عزيمة وارادة» مشيرا الى انه كلما مرّ بأزمة نفسية اجهد نفسه وغاص في مهجته ليفهم الاسباب مؤكدا على انه كان خجولا جدا كتوما لا يستطيع البوح بأسراره لاي كان حتى ولو كان طبيبا نفسيا اضافة الى انه لا يثق في أي انسان .وفي ذات السياق اكد حشاد الابن أن تونس تحولت منذ 1952 الى اليوم الى غابة من السياسيين وانه اكتسب مناعة جعتله وعائلته يناضلون من اجل الحياة . وعن علاقته بوالده قال نورالدين حشاد : «علاقتي بفرحات حشاد كانت علاقة وجدانية وقد كنت اتواصل معه بعد وفاته بلا واسطة (بلا بورطابل )وكنت دائما اسأله عندما جهز للذهاب الى الموت وقرر أن يموت هل فكر في؟ وأشار حشاد إلى أن أقسى شيء يمكن أن يعيشه الإنسان هو الاحساس باليتم وتذكر كيف كان صحبة اخيه ناصر يستنجدان باي شخص يمر من الشارع ليساعدهما على ارتداء ربطة العنق ذلك انهما لا يجيدان فعل ذلك مؤكدا على ان «ام الخير» والدته لم تجعله واشقاءه يشعرون يوما باليتم . وعن الرؤيا التي رآها فرحات حشاد في منامه قبل اغتياله قال نجل الشهيد لقد تخوفت «أم الخير» من هذه الرؤيا وفسرتها على انه سيتم سجن فرحات الذي رد عليها مبتسما وقال لها «أتمنى أن اسجن حتى اجد الوقت لاتعلم اللغة الانقليزية لان من لا يتقنها جاهل». واضاف ابن حشاد : «بعد 6 اشهر من هذه الرؤيا نبهه عمه من الخطر الذي يترصد به فاجاب اجابة غريبة وقال له «استقلال تونس لن يكون الا عبر اغتيال بورقيبة او بن يوسف او حشاد» وكانه كان على يقين ان زعيما من الزعماء سيموت .واشار نجل الشهيد الى ان والده ضحى بابنائه من اجل الشعب التونسي الذي رد الجميل ذلك ان عمال الشيمينو بسوسة وجبل الجلود جمعوا الاموال اللازمة لاعانتهم آنذاك في حين تكفل عمال تونس بشراء الارض وبناء المسكن الذي تقطنه «أم الخير» حاليا. وعن قصة «البطانية القفصية» قال نجل حشاد : «لما قررت السلطات الفرنسية دفن الشهيد في قرقنة يوم 7 ديسمبر 1952 وكان الجو باردا جدا وقد امتطينا سيارة اجرة (لواج )وكنا في الصف الثالث وكانت «أم الخير» تحتضننا وكنت أنا اكبر اخوتي وكان عمري آنذاك 8 سنوات واختي سميرة لم تتجاوز الستة اشهر ولم نكن نرتدي ثيابا جيدة فأتت لنا زوجة خالي بالبطانية القفصية التي احتمينا بها من البرد.واضاف «بعد تلك الحادثة اصبحنا نعالج من مرض رئوي واستمرينا في ذلك ثلاث سنوات». واشار نورالدين حشاد الى ان السلطات الفرنسية امرت بدفن الشهيد في قرقنة حتى لا تلامس جثته ارض تونس وانه لم يكن باستطاعتهم الاحتجاج على هذا القرار مؤكدا على ان ردة الفعل جاءت من الدار البيضاء بالمغرب حيث توفي حوالي 100 الف مغربي احتجاجا على اغتيال فرحات حشاد . وعن علاقة بورقيبة بحشاد قال انها كانت علاقة جيدة بدأت سنة 1949 وانهما الى حدود 1951 التقيا 5 مرات كما نوه ابن الشهيد بالمكانة الجيدة التي كان يحظى بها ابناء الشهيد من ذلك انه تم اختياره وأخاه لتسليم كأس تونس سنة 1960 لفريق النجم الساحلي الفائز على فريق الترجي الرياضي .