يعكف حاليا احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس على النظر في جريمة محاولة قتل تورط فيها شاب عمد إلى الاعتداء بالعنف الشديد على شقيقه من اجل تأديبه لأنه اقلق راحة الأسرة وحول حياة أفرادها إلى جحيم . وقائع هذه القضية انطلقت في شهر اكتوبر2013 على اثر تقدم شخص إلى أحد مراكز الأمن بالعاصمة مفيدا أنه لما كان متواجدا بأحد انهج العاصمة على متن سيارته أوقفه شخص وبيده سكين وكان يرافقه شخص مصاب وملطخ بالدماء فتولى نقلهما إلى قسم الاستعجالي بأحد مستشفيات العاصمة. وبالتحول إلى المستشفى اتضح ان المتضرر خضع إلى عملية جراحية لرتق الاصابات التي تعرض لها. وبعد أن تحسن وضعه الصحي وتماثل للشفاء ذكر انه أثناء عودته إلى المنزل اعترضت سبيله مجموعة من الشبان اعتدوا عليه بالعنف الشديد حتى اغمي عليه لانه لم يمكنهم من اموال يحتاجونها في ملذاتهم الخاصة مضيفا أنه لم يسترجع وعيه إلا بعد أن تم إسعافه بالمستشفى فانطلقت الأبحاث في هذه القضية وتم تمشيط مسرح الجريمة والاحواز القريبة منها للقبض على الجناة استنادا إلى الأوصاف التي أدلى بها المتضرر ... وبعد زمن قصير من هذا البلاغ تقدم شخص آخر إلى مركز الأمن وذكر انه شاهد شخصا –وهو المتضرر –خارج من منزله يجري ثم سقط مغشيا عليه أمام المقهى المذكور وهو ملطخ بالدماء وخلفه شقيقه يجري وبيده سكين أوقف سيارة أجرة تولت نقل الشقيق المصاب إلى المستشفى. وعلى ضوء هذه المعلومات الجديدة بدأت الرؤية تتضح لدى اعوان الامن وتأكد لديهم ان المتضرر حرّف الوقائع حتى لا يعرّض شقيقه المعتدي للتبعات فتم استدعاء المظنون فيه من اجل استنطاقه إلا انه تبيّن انه تحصن بالفرار الى وجهة غير معلومة فروجت في شأنه برقية تفتيش . في المقابل تم استنطاق الأب حول حقيقة الحادثة التي تعرض لها ابنه فافاد أن ابنه الفار هو الجاني وانه اعتدى على شقيقه المتضرر بسبب حالة الهرج التي يحدثها كل ليلة عندما يعود إلى المنزل وهو في حالة سكر مطبق اذ يقوم بشتم كل أفراد العائلة والتطاول على الجلالة ثم يمر لسب وشتم الجيران دون أسباب تذكر مشيرا إلى أن الشقيق الجاني انذر آخاه إلا انه رمى بكلامه عرض الحائط وأن الأخ الهارب علم عن طريق احد اصدقائه أن شقيقه متوجه لعقد جلسة خمرية فتعقب خطواته و قام بطعنه بسكين لتأديبه وحمله على عدم تكرار تصرفاته المستهترة كل ليلة والتي حوّلت حياة عائلة باكملها الى جحيم . وبعد استشارة النيابة العمومية تم ترويج برقية تفتيش في شأن الشقيق الهارب فاعترف بما نسب إليه وبرّر جريمته بإفراط شقيقه في إزعاج افراد الأسرة بتصرفاته اللامسؤولة ملاحظا انهم نصحوه مرارا بالابتعاد عن المجون إلا انه لم يتعظ إلى أن كانت الجريمة وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب إليه ثم أحيل على أنظار قاضي التحقيق لمواصلة التحري معه في ما نسب إليه.