نظمت عشية أمس الجمعية الوطنية للفكر البورقيبي باحد نزل مدينة المنستير ندوة فكرية بعنوان « ابعاد ثورة 18 جانفي 1952» تحت اشراف مناضل الاجيال الاستاذ مصطفى الفيلالي الذي اكد ان تاريخ فترة التحرير سنة 1952 مرحلة هامة في تاريخ تونس حيث تم اعتقال الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في منزله وقال لزوجته آنذاك «ما تخافش هذه المرحلة الاخيرة وساعود قريبا وستكون حاسمة ومرحلة انطلاق الكفاح التحريري». وأضاف الفيلالي أنّ الزعيم بورقيبة اعتقل في مرحلتين سابقتين كانت الاولى في فترة تكوين الحزب الحر الدستوري والمرة الثانية خلال الحرب العالمية الثانية. وأكدّ الفيلالي أنّ الفترة التحريرية كانت على مرحلتين: الاولى كانت سلمية حيث انطلقت المفاوضات مع الجانب الفرنسي والمرحلة الثانية كانت فترة الكفاح المسلح من قبل ابناء الحزب ومن ابناء الاتحاد العام التونسي للشغل حيث تم سقوط عدد من الضحايا ورموز الكفاح على غرار النقابي فرحات حشاد والهادي شاكر واحمد التليلي وغيرهم في جميع مناطق وجهات الجمهورية. وأوضح ان التحالف والوحدة الوطنية وتوحيد صفوف الشعب التونسي في وقت واحد كانت من اهم مبادئ والاسس التي ساهمت في تحرير واستقلال تونس وفي نجاح الكفاح التحريري حتى ان الحزب الحر الدستوري الديمقراطي انبنى على مبدإ الوحدة الوطنية وهو ما ساهم في القضاء على العروشية التي وضع اسسها المستعمر. وأضاف الفيلالي ان كفاح الزعيم بورقيبة وخاصة بعد الاستقلال ارتكز اساسا على مقاومة الجهل وعلى تبديل العقلية وعلى ترسيخ قيم العمل. وشدد الفيلالي على أنه من الضروري المصالحة بين الدين والدولة لانه لم يكن هناك سابقا خصومة وصراع بينهما لان الزعيم بورقيبة زرع في شباب ورجال ونساء تونس ان الاسلام دين الحداثة ودين التسامح والاصالة والقيم. و قال إنّه من الضروري المحافظة على الارث البورقيبي لانه سيبقى راسخا في الاذهان مهما حاولوا فسخه. وأضاف اننا اليوم في ازمة مركبة وعناصرها متداخلة، أزمة في القوانين وفي الدستور وفي الاقتصاد والأمن. وعن حكومة جمعة الجديدة قال انها ستجد صعوبات خاصة بخصوص الميزانية الحالية وقانون الجباية الذي تم إقراره. وأضاف انه يجب إعطاؤه الثقة والتفويض في اختيار وزرائه وتحديد برنامج حكومته المطالبة بالانطلاق من الواقع وحسب الإمكانات المتوفرة ودون الغوص في المشاريع الكبرى. وفي سؤال ل«التونسية» حول الدستور الجديد قال الفيلالي ان توصّل النوّاب إلى الوفاق حول الفصول الاساسية للدستور يُعتبر خطوة هامة خاصة أنهم احترموا واقع البلاد التونسية وحافظوا على ما تحقق للمرأة التونسية وعلى موروث الدولة وعلى البناء الحداثي للدولة. وعلى هامش الندوة الفكرية وضع الفيلالي إكليلا من الزهور على ضريح الزعيم بورقيبة وتلا فاتحة الكتاب على روحه الزكية .