هي حكاية ذات شجون... عائلة تبحث عن ابنها الذي انقطعت أخباره منذ 2007بعد مكالمة أجراها مع شقيقه أوصاه ضمنها خيرا بوالدته وبقية أفراد الأسرة ثم انقطعت المكالمة وانقطع آخر خيط يربطه بعائلته . وحسب المعطيات المتوفرة حول هذه الواقعة فان المختفي كان متألقا في دراسته وطموحا إلى ابعد الحدود تحمل مسؤولية مساعدة والدته على مجابهة مصاريف الحياة حتى يستكمل بقية أخوته تعليمهم فالتحق بإحدى المؤسسات الخاصة للعمل وكان مثالا للانضباط والاستقامة غير أن منعرجا خطيرا وقع له جعله يعزف عن العمل حيث انه في إحدى المرات بينما كان عائدا إلى منزله - تعرض إلى «براكاج» من قبل مجموعة من الشبان عمدوا إلى تعنيفه وسلبه حافظة أوراقه فتوجه إلى صديقه وأعلمه بالأمر وتوجه إلى السلط الأمنية وأعلم بعملية «البراكاج» والاعتداء لكن السلط الأمنية لم تنجح في القبض على المتورطين في القضية. ومنذ تلك الواقعة شعر بالإحباط وعزف عن العمل تعبيرا منه عن تذمره وتألمه مما حدث له ولولا إلحاح والدته لانقطع نهائيا عن العمل ...لكن ما خفي كان أعظم حيث تعرض إلى ضغوطات كبيرة من طرف مؤجره في العمل فأصبح يتعمد الغياب وتقدم بمطلب استقالة رفض في المرّتين الأولى والثانية فتحصّل على رخصة وعاد في زيارة لعائلته ولم يكن احد من عائلته يتصور انه يضمر في تلك الليلة «الحرقان» إلى ايطاليا إذ تظاهر انه عائد إلى عمله في حين أن الحقيقة كانت خلاف ذلك إذ أن عائلته لم تكتشف اختفاءه إلا عندما تلقت إعلاما من مؤجره يفيد تغيبه عن العمل منذ 20 يوما وانه «حرق» . ونزل الخبر نزول الصاعقة على عائلته التي ظلت تسعى جاهدة للبحث عنه في كل الأماكن لكن لم تكلل مجهوداتها بالنجاح وبقي الألم يعتصر قلوب أفرادها علّ الأيام تحمل أنباء سارة عنه ,وبعد طول انتظار تلقى شقيقه في إحدى المرات مكالمة هاتفية واكتشف أن المخاطب هو شقيقه فابتهجت أساريره وتحدّث معه أخوه قليلا وأوصاه خيرا بوالدته وبقية أفراد العائلة وانقطعت المكالمة. كان هذا آخر العهد بشقيقه ومنذ ذلك الحين انقطعت اتصالاته وبقيت عائلته تتلظى بنار فراقه وتأمل أن تتوصّل إليه حتى تهنأ نفوس أفرادها وتعود البسمة إليهم بعد سنوات من الحيرة .