أمام اقرار الاطراف السياسية بوجود صعوبات في تجاوز نقطتين خلافيتين هما «الانتخابات وتنقيح التنظيم المؤقت للسلط العمومية» وفي ظل الحديث عن وجود نية سحب الثقة من حكومة مهدي جمعة طالما التزمت ببرنامجها وبنتائج الحوار الوطني قال القيادي في «نداء تونس» محسن مرزوق في تصريح خص به «التونسية» في ما يتعلق بهذه المسألة «موش على كيفهم» خارطة الطريق تتركز أساسا على تحييد الادارة وتشكيل حكومة مستقلة وهذا خيار كل القوى السياسية التونسية وهو تمشّ واضح المعالم وفق برنامج خارطة الطريق بتفعيل مبادرة الرباعي الراعي للحوار الوطني ويبدو أن أطراف «الترويكا» تريد التحدث فحسب عن خارطة الطريق متناسية أن هذه الخارطة نابعة من مبادرة الرباعي وبالتالي لا ينبغي فهمها دون المبادرة الاساسية وفي كل الحالات «النهضة» خرجت من السلطة وعليها القبول بذلك والاستعداد للانتخابات المقبلة (حسب تعبيره). وبخصوص تصريح راشد الغنوشي حول استعداد تونس لمنح اللجوء السياسي للإخوان المسلمين بمصر قال محسن مرزوق إنه لا يحق لرئيس حركة «النهضة» الادلاء بمثل هذه التصريحات والخوض في هذه المسألة لعدم تقلده أي منصب رسمي وأنه ليس من مصلحة تونس اتخاذ مثل هذه المواقف في الوقت الراهن. وأبرز أن نجاح بقية مراحل الحوار الوطني يتطلب مواصلة بقية بنود خارطة الطريق التي تضمنت دستورا ديمقراطيا يعبر عن أهداف الثورة وحكومة مستقلة تعمل في اطار برنامج واضح منطلقه حلّ رابطات حماية الثورة مشيرا في هذا السياق الى احساسه بعملية اعادة تحريك هذه الرابطات لغايات سياسية قصد ارباك الوضع الامني مجدّدا قائلا «نحب نقول لهؤلاء، التوانسة جربوكم عام ونصف ففشلتم.. هذه الحكومة جربت ففشلت..». وأضاف هذه الحكومة لم تخرج من أجل تونس بل خرجت تحت ضغط الشارع ونحن مستعدون للعمل في ظل التوافق وسنتصدى لكل من يريد الاساءة لهذا البلد». وأكد أن الثورة الحقيقية ليست ما تحقق في 14 جانفي بل في الانتخابات القادمة وتحقيق الاهداف المرجوة في الاقتصاد والتعليم والصحة.. وبخصوص رغبة بعض الاطراف السياسية في الجمع بين الانتخابات الرئاسية والتشريعية أوضح القيادي في «نداء تونس» أنه لا يمكن العودة الى الوراء باعتماد طريقة الجمع بين «الرئاسية» و«التشريعية» حيث «كانت من النقاط الاساسية في نقدنا لنظام بن علي الذي جمع بينهما وبالتالي لا بد من الفصل بين هاتين المحطتين الانتخابيتين». وأشار إلى أن الاطراف السياسية الحاكمة حاليا يلزمها الكثير لتتعلم تسيير دواليب الدولة وفق تعبيره قائلا « الحكم موش حاجة ساهلة..». وشددّ محسن مرزوق على أن من يعتقد أن تونس جاءت بعد الثورة مخطئ قائلا: «تونس لها تاريخ آلاف السنين ومنطق الدولة قديم فيها وشفنا كيفاش عمل الرئيس المؤقت بهيبة وبروتوكول الدولة وشفنا الاخرين آش عملوا في الحكومة..». وأكد في سياق متصل قائلا «اعتقادي أن المسألة أصبحت واضحة بالنسبة للتونسيين فالمسؤولون المطلوبون للحكم في المرحلة المقبلة من طينة مختلفة تماما عن الموجودين حاليا ..».